تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
منذ انسحاب السوريين وانتفاء مفاعيل الوصاية (المباشرة)، لا مفاجآت في السياسة اللبنانية، وإذا عدنا بالذاكرة ثلاث عشرة سنة إلى الوراء، يتضح للقاصي والداني أنه منذ العام 2005 إلى اليوم أثبت سياسيو لبنان "مآثر" استحوذت على اهتمام العالم حد الذهول، كونهم جردوا السياسة من معقوليتها بين المتاح والممكن، فلا هي فن ولا شيء آخر، وإنما انتحار جماعي واعٍ ونحر لوطن ما يزال ينازع ليحيا ويبقى، فيما هم يمنعون عنه الهواء، ويحجبون عن حياضه شمس الأمان والاستقرار، تارةً بـ "الممانعة" وطورا بـ "النأي بالنفس"، فلا الممانعة تنفع وتضع لبنان في مهب صراعات المنطقة، ولا النأي بالنفس يصح من موقع أن لبنان عليه أن يتعايش مع ما حوله، دون اندفاع وبما يحفظ استقراره ويؤمن مصالحه.
بين الممانعة والنأي بالنفس قد يضيع لبنان، وربما نكون أمام منعطفات خطيرة تؤسس لـ "طائف" جديد، أو لـ "مثالثة" بديلا من "ثنائية" مفترض أنها تمثل الحد الأدنى المتاح وسط استحالة المس بالدستور لأسباب واعتبارات أقلها أن لبنان ليس مؤهلا بعد للسير نحو الجمهورية الثالثة.
ويُشهد لسياسيي لبنان تفردهم، وما يتمتعون به من كفاءة وعنفوان يندرجان في ما بات يعرف بـ "عناد وطني" - غالبا لا طائل منه - خصوصا وأنهم ملوك وأرباب الفرص الضائعة، وبالتأكيد "سينصفهم" التاريخ على أنهم ساهموا في تشتيت لبنان وجعله يتذيل قائمة الدول النامية، بدين عام يدنو من مئة مليار دولار، ناهيك عن ما يحتله من موقع متقدم على مؤشر الفساد، فضلا عن احتلاله مكانة "مرموقة" من حيث نوعية الخدمات، دون أن ننسى التلوث وفساد الإدارة... الخ.
من هنا، نعود ونؤكد، بأن لا مفاجآت على مستوى تشكيل الحكومة ، ماضيا وراهنا ومستقبلا، لأن السيناريو واحد واضح: رفع سقوف المطالب، حرد واستنكاف، تراشق، تخوين، ومن ثم طريق مسدود وتحركات في الشارع، وبعد ذلك دعوة الخارج لتظهير وإخراج تسوية، أو الذهاب إلى دولة "محايدة"، لتطييب الخواطر أو "جبر" ما انكسر منها.
وفي سياق ما عرضنا سابقا لما "يطبخ" في أروقة السياسة، يوم أكدنا أن أزمة الحكومة مستمرة، يتبين اليوم أن لا آفاق لحل قريب، والامور حتى الآن لا تدعو الى الارتياح، فالوضع السياسي والحكومي في ذروة التأزم، والوضع الاقتصادي شهد اهتزازاً خطيراً في الايام الاخيرة، ونخشى ان يكون البلد قد دخل مرحلة العد التنازلي للسقوط المدوي.