تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
الرئيس المكلف سعد الحريري على موقفه من عدم تمثيل النواب السّنة من فريق الثامن من آذار، وكذلك " حزب الله " المتمسك بتوزير أحدهم أو من ينوب عنهم، أما الحكومة فمؤجلة إلى ما لا قدرة للبنان على احتماله سياسيا واقتصاديا، ولا في ما ينتظره من استحقاقات على مستوى الصراعات في المنطقة ودول الجوار، بدءا من تمادي إسرائيل في تهديداتها بالعدوان على لبنان بذريعة "مصانع الأسلحة" التابعة لـ "حزب الله" واستمرارها في بعث الرسائل بـ "الواسطة" إلى لبنان، إلى الواقع السوري والعقوبات الأميركية على إيران، مرورا بالحرب اليمنية، وصولا إلى ما قد نشهد من تطورات في المملكة العربية السعودية على خلفية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، لا سيما وأن ثمة ترقبا لما سيعلنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من تفاصيل جديدة حول الجريمة.
من هنا، نجد أن الظروف باتت تضغط أكثر على لبنان، فعلى الصعيد الداخلي تتوالى التحذيرات من تفاقم الأزمة الاقتصادية، وسط مؤشرات غير مطمئنة قد تكون لها نتائج تتخطى تطمينات بعض المسؤولين اللبنانيين، فالأوضاع السياسة الضاغطة، وعدم القدرة على تشكيل الحكومة حتى الآن حملت جميعها إشارات سلبية عبر عنها الداعمون لمؤتمر "سيدر"، ولا سيما فرنسا، فضلا عن أن المناخ السياسي العام لم يساعد في توفير ظروف مؤاتية لعودة الاستثمارات التي من شأنها أن تحرك عجلة الاقتصاد.
وعلى صعيد المنطقة، فالصراع على أشده بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، وكأن ثمة عودة إلى الحرب الباردة، مع ما يعني ذلك من توترات وحروب يبدو هذه المرة أنها ستتخطى ميادين القتال من اليمن إلى العراق وسوريا والحدود التركية المتاخمة لهما إلى الاقتصاد، فيما نشهد إعادة ترسيم نفوذ للقوتين العظميين في الشرق الأوسط عموما.
وسط كل هذه الأجواء، ثمة ترقب لما سيقوله الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله اليوم، خصوصا في ما يتعلق بتوزير السنة المعارضين للرئيس المكلف سعد الحريري، وإن كنا نعلم أن نصرالله سيقدم جرعة دعم إضافية لحلفائه من سُنة المعارضة، ما يعني الدخول مرحلة جديدة من المراوحة حكوميا، إلا إذا تبلور في الساعات القليلة المتبقية مشروع تسوية يخرج الحكومة من عنق الزجاجة!