تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- * " فادي غانم "
إزاء ما نواجه من أزمات تؤرق حاضرنا وتُبقي المستقبل أسودَ قاتما، ومع تعثر ولادة الحكومة لخمسة أشهر متتالية، لا نملك إلا أن نطلق صرخة وجع مصحوبة بالتمني، علها تصل آذان أهل السلطة بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم، لنقول، إن الناس في واد وهم في واد آخر، وما عاد يهم كثيرا إن تسلم فريق حقيبة سيادية أو غير سيادية، أو تم تنصيب فلان وزير بحقيبة أو بمنصب شرفي (وزير دولة)، فالأمور بالنسبة إلى المواطن سيان، وما يعنيه يتخطى حدود ما يعتبر امتيازات وحقوق مكتسبة، حتى بدت بعض الوزارات "ملكية" لهذا الفريق أو ذاك بفعل التداول وتدنو من تكريسها بالعرف، وهذا ما هو حاصل.
لقد وصلت الأمور إلى حد ينبىء بأن الكارثة واقعة لا محالة، وليس في ذلك مبالغة، فأهل الحكم هم من أطلق تحذيرات من أن الواقع الاقتصادي على شفا الانهيار، وما آلت إليه الأوضاع ما عاد يحتمل تأجيلا ولا تسويفا ومماطلة، ونقصد هنا، تلك المتصلة بحياة الناس وهمومهم، بلقمة عيشهم، بالأعباء المدارسية، بفرص العمل المعدومة وتزايد مفاعيل البطالة حد العوز والفاقة، بموت يحاصرهم بالتلوث، بغياب الحد الأدنى من متطلبات الحياة الأقل من عادية، وبما يُشعرهم أنهم مواطنون لهم حقوق ولم يتوانوا يوما عن واجبات.
لا بد من هذه الصرخة قبل أن نصل إلى نقطة اللاعودة، عندها لا يعود ثمة ما ينفع، لا حكومة ولا وزارة سيادية ولا مواقع فئة أولى في مؤسسات الدولة، فساعة ينهار البلد باقتصاده وارتفاع مؤشر الفساد وعدم القدرة على النهوض، يتساوى الجميع في الخسارة كقوى سياسية، فيما يدفع المواطنون الثمن، أما المسؤول فيسافر إلى بلاد الله الواسعة.
نطلقها صرخة مدوية، بعد أن غدت كل أيام اللبنانيين سوداء ماحلة، وبعد أن استهلكوا مدخراتهم منذ سنوات طويلة، ولم يبقَ ثمة قرش أبيض ليوم أسود، وبتنا على قناعة راسخة بأن المسؤولين لا ينتمون لعالم الناس ولا يعيشون النذر اليسير من آلامهم ومعاناتهم، ولم نسمع يوما أن مسؤولا انتظر أمام باب مستشفى لتبيع زوجته بعض الحلي ليؤمن "بطاقة دخول" إلى قسم الطوارئ، ولا مسؤولا تعثر بسداد أقساط المدارس ...إلخ
لا نملك إلا الصراخ والتمني، وقمة العجز ساعة تُستلب إرادة المواطن، ويمنّ عليه المسؤول بخدمة هي من حق الدولة عليه، ويبدو أن ما هو مطلوب الآن وغدا أن نتسكع أمام قصور المسؤولين الباذخة نستجدي حقا، غير أن أكتافنا ما تعودت الانحناء، ولبنان أكبر وهو الباقي.
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين)
*رئيس " حمعية غدي "