تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
في لبنان ممنوع التفاؤل، على الأقل في ملف تشكيل الحكومة ، وإن كان التفاؤل بوجه عام بات عملة صعبة ونادرة في بلد تتقاذفه أهواء المسؤولين ومشاريعهم وتوجهاتهم، وهم يصادرون أي فسحة ضوء ليعيدوننا في كل مرة إلى العتم وما بات يمثل من حالة راسخة صارت أمرا عاديا بحكم التعود، حتى غدونا كلبنانيين مكتئبين بالضرورة وسط النفايات والصرف الصحي وانعدام العافية مع التلوث، ماءً وتربة وهواء، حتى لنتأكد أن مشكلة العتم الناجم عن كارثة الكهرباء ليس بالأمر الجلل إزاء عتم يطاول الحاضر والمستقبل.
فبعد تجاوز العقدة الدرزية والاقتراب من حلحلة العقدة "القواتية"، أطلت العقدة السنية المتمثلة بتمثيل سنّة 8 آذار، علما أنها لم تكن حاضرة كمشكلة، وما بدا واضحا بالأمس أن الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله نصح بعدم التزام مهل لولادة الحكومة ولمح للمرة الاولى بانخراط الحزب في شرط توزير نواب السنة في فريق 8 آذار، وبإمكان ان يأخذ الامر مزيدا من الوقت.
من حق النواب السنة من خارج "تيار المستقبل" أن يتمثلوا طالما أن المحاصصة سائدة على مستوى سائر القوى السياسية، والاستثناء يعني افتئاتا على شريحة واسعة من الناخبين، ولا من يعلم كيف يمكن أن تسوى الأمور، وما إذا كنا سنعود إلى جولة جديدة من المشاورات، وأبعد بكثير من تمثيل سنّة 8 آذار، وسط الحديث عن "الانقلاب على التسوية"، وفقا لوزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي، إذ تأكد أن الرئيس العماد ميشال عون ليس في وارد التخلي عن وزارة العدل لصالح "القوات اللبنانية"، فضلا عن غياب وحدة المعايير وعودة كل فريق للتمسك بمواقفه، وكأن كل ما تحقق وتم إنجازه في الساعات الأخيرة لم يكن إلا جولة اصطدمت بأكثر من حاجز وجدار.
وهذا يعني أن الاكتئاب السياسي بات يتطلب علاجا سريعا ودائما، ولا يهم من فرمل الحكومة، المهم أن نتعايش والاكتئاب وإن اقتضى الأمر بعض مهدئات، وجميعها علاجات آنية، خصوصا وأن الواقع الحكومي أكثر ما يتطلب الآن العلاج بالصدمة الكهربائية، مع الإشارة إلى أن الناس لا يعنيهم من قريب أو بعيد حقائب وزارية، وجل ما يطمحون إليه بعضا من لقمة عيش حرة وحياة بحد أدنى من كرامة.