تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
من كان يحلم يوما أن يخاطب مسؤول لبناني قادة الكيان الصهيوني بعنفوان وأنَفَة وكبرياء، وسيظل مشهد الأمس، وقد تصدره وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل ، ماثلا كعلامة مضيئة في تاريخ لبنان الحديث، في جولة مع عدد من السفراء ووسائل الاعلام المحلية والأجنبية على المواقع التي ذكرتها إسرائيل، وادعت وجود صواريخ لـ " حزب الله " فيها.
أسقط الوزير باسيل مزاعم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتياهو ، وجاءت خطوة الأمس بمثابة رد على نتانياهو، أولا في الإجتماع مع السفراء العرب والأجانب، أبلغهم فيه أن اسرائيل تسعى من خلال هذه الادعاءات إلى تبرير عدوان جديد على لبنان، فيما جاءت الخطوة الثانية لمعاينة الواقع على الأرض، وأمام العالم بأسره.
وتأتي هذه الخطوة أيضا وسط تحديات حقيقية يواجهها لبنان، خصوصا وأن إسرائيل تسعى لمراكمة رأي عام دولي لتبرير اعتدائها، وما إطلاق مزاعمها الأخيرة من على منصة الأمم المتحدة، إلا محاولة لحشد اهتمام العالم وقلب الحقائق بما يوحي بأنها مستهدفة، على غرار ما شهدناه في العديد من الاعتداءات على لبنان والمنطقة، في محاولة لإضفاء "شرعية" على عدوانها، غير أن واقع الحال تغير، ولبنان لن يكون لقمة سائغة كما كان من قبل، ولا أرضا مستباحة.
هي سابقة لم تشهدها الديبلوماسية اللبنانية، لكن، يبقى ثمة سؤال بعد هذه الجولة: بماذا سترد إسرائيل أو رئيس حكومتها أو الناطق باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي الذي اكتفى بالتعليق على الجولة بأن نشر تغريدة يقول فيها: "ماذا يمكن للمرء أن يفعل في ثلاثة أيام"، وكأنه يقول إن إخلاء الصواريخ تم في ثلاثة أيام!
من جهة ثانية، يحب عدم إسقاط أن كلام نتنياهو "كلام حرب" وفق ما أشار رئيس مجلس النواب نبيه بري، لافتا إلى أن "لا يجب التعاطي معها وكأنها مزحة، إنهم يريدون إقفال المطار وغير ذلك، ونحن هنا في لبنان نخرب بلدنا بأيدينا ونتلهى بـ (وزير زيادة) وخيبة من هنا وهناك".
نجحت ديبلوماسية المقاومة، وما على لبنان إلا أن يتخطى عثرات تأليف الحكومة، خصوصا وأنه لا يملك ترف الانتظار أكثر، وعلى سائر القوى تحمل المسؤولية، وهذا الحد الأدنى المطلوب راهنا، لأن لبنان بحاجة إلى التماسك والنأي عن تفاصيل السياسة الداخلية وزواريبها الضيقة!