تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
كثيرون يعتبرون أن أجهزة الإنذار المبكر تقتصر وظيفتها على حماية مؤسسة أو منشأة أو منزل وسيارة فحسب، لكن في الحقيقة، فإن كل دولة في العالم، أو جلها على الأقل، تملك مثل هذه "الأجهزة" مجازا لحماية وجودها والتحسب لما يمكن أن يهدد أمنها واستقرارها من السياسة إلى الأمن والاقتصاد.
في أحيان كثيرة قد لا يرصد المسؤولون ما يهدد استقرار أوطانهم، وتعجز "راداراتهم" عن التقاط إشارات خطرة قد تنذر بعواقب وخيمة، كما هو الحال في واقعنا اللبناني، فساعة يقرر السياسيون على سبيل المثال لا الحصر، إبقاء تشكيل الحكومة في ثلاجة التأليف حتى ولو "ظل لبنان ثلاث سنوات دون حكومة" بحسب ما قال أحدهم في مجلسه الخاص، فهذا لا يعني أن جهاز الإنذار المبكر تعطل، لا بل هو غير موجود أساسا!
لعل النصيحة تجدي، ويتنازل أهل السلطة وينصتون إلى "ترددات" قادمة على موجات مصدرها ليس بعيدا، لكن يبدو الآن أن لا "هوائي" التقط إلى هذه اللحظة إشارات تقول بأن ثمة ما يهدد بضياع فرص كبيرة يمكن أن تنتشل لبنان مؤقتا من بعض أزماته، ولا سيما الاقتصادية منها.
ما بات معلوما أن الدعوة إلى التئام المجلس النيابي واعتماد " تشريع الضرورة " جاء في جزء كبير منه للإيحاء بأن لبنان قادر على إدارة شؤونه حتى في ظروف غير طبيعية، وأن عدم تشكيل الحكومة لم يكن عائقا أمام التشريع وتصوير الأمر وكأن الأوضاع ممسوكة، علما أن هذه المسألة دونها مطبات كثيرة وفقا للدستور وآلياته، ما يبقيها في حدود بعيدة شكلية لا ترقى إلى ما يسرع عجلة السياسة وتحقيق الإصلاح والإنماء.
ومن هنا، جاءت الدعوة إلى التئام مجلس النواب في سياق غير منفصل عن مؤتمر "سيدر"، والإيحاء بأن لبنان ماض في تحقيق الإصلاحات المطلوبة، وأنه قادر على تسيير أموره تحت قبة البرلمان وفي مشاريع قوانين قد لا تسلك طريقها إلى الموافقة والإقرار، خصوصا وأن تشريع الضرورة قد يعني تهريب بعض المشاريع في لحظة اختلال عمل السلطات، كما شهدنا بالأمس مع إقرار مشروع قانون الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة.
غير أن المسؤولين لم يتبينوا – بحكم غياب أو تعطل أجهزة الإنذار المبكر – أن ثمة مسافة زمنية تفصلنا عن نفض الدول المعنية يدها من التزاماتها في مؤتمر "سيدر"، وأن هذه السانحة قد تتبخر، ويبدو أن هذه الدول لم يقنعها "تشريع الضرورة"، وفي ما التقط "الثائر" من إشارات عبر تردد داخلي، ومن مصدر سياسي رفيع، يقول بأن على لبنان تشكيل حكومة في خلال خمسة أسابيع وإلا "يطير سيدر" مع ما يترتب على ذلك من نتائج وتبعات في السياسة والاقتصاد، وفي هيبة دولة نتمنى أن لا يخفت ويبهت ويتراجع حضورها!