تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– أنور عقل ضو
أي نظام سياسي، وفي أي دولة على مساحة هذا الكوكب، غير قادر على تنظيم أموره عبر الأطر الدستورية المفترض أنها ناظمة للحياة السياسية والعامة، يفقد مشروعية بقائه واستمراره، وعندما يصبح العقم سمة غالبة تستحضر العجز في استحقاق على مستوى تشكيل حكومة، فهذا يعني أن هذا النظام يواجه إشكالية بنيوية، وإلا كيف يمكن مقاربة عدم القدرة على تأمين توليفة حكومية بعد نحو أربعة أشهر من الانتظار؟
عندما تحضر الأسئلة الكبيرة من خاصرة همومنا الوطنية في مختلف قطاعات الحياة، فهذا يعني أن الخوف وحده يحيط بحاضرنا والمستقبل، لا بل يحاصر وجودنا فيما نحن مستسلمون لأهواء طبقة سياسية لا ترى إلا بعين مصالحها في نظام فصلته على مقاسها بقانون انتخاب يشبهها، أما هموم الناس فلا تعدو كونها مجرد تفصيل لا يستحق التنازل وسط نوازع القوة المتأصلة كحالة غير صحية، وكأن ممارسة السياسة باتت أقرب ما تكون إلى منافسة على حلبة لعرض عضلات تتخلله من آن لآخر خطابات تشرع الفوضى بدلا من مواجهتها.
ليس ثمة مبالغة إن قلنا أن تعثر تشكيل الحكومة هو بعض عوارض المرض، أما أسبابه فتكمن في بنية نظام أقعدته تركيبته الهجينة عن ترسيخ حضوره عبر أطر دستورية تأكد أنها غير قادرة على إبعاد لبنان عن تجرع "كؤوس" مرة بين استحقاق وآخر.
مما تقدم يمكن أن نستقرىء ما أشار إليه اليوم غبطة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى في زيارته الراعوية إلى كندا، لجهة أن "المسؤولين عندنا لا يستطيعون العمل على قيام الدولة واحترام الانسان، أو إفساح المجال لغيرهم، وكأنه ممنوع على اللبنانيين البقاء في وطنهم، معربا عن أسفه كيف أن "المسؤولين السياسيين في لبنان يخربون أكثر مما يبنون".
وهذا قليل من كثير لا يُقال، فساعة يضطر مرجع ديني كالبطريرك الراعي ومن مقام أعطي مجد لبنان له، فذلك يعني أن ثمة أمرا جلل، وأن مشكلاتنا ستظل حاضرة طالما أن نظامنا غير قابل للتجديد، ويمكن القول دون تبكيت من ضمير أن لبنان دخل "كوما" سياسية تتطلب إدخاله سريعا إلى العناية المركزة!