| تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- * " فادي غانم "
رفدت مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمس الساحة الداخلية بجرعة أمل، يمكن إيجازها بعناوين عدة، أولها ترسيخ الأمن وحماية حدود لبنان وسط شظايا الحرب في المنطقة وقد طاولت لبنان ولم تقوَ عليه، وجاء توصيفه في أننا في العالم العربي "أصبحنا جميعا شهداء أحياء" معبِّرا عما آلت إليه أوضاع المنطقة ولبنان جزء منها يتأثر بها، ولم يكن في منأى عن تداعياتها وما يزال.
أما العنوان الثاني، فحمل رسالة واضحة بأن هناك جوا يتم تعميمه لجهة أن الوضع الاقتصادي على شفير الهاوية، وتأكيده أن "لا الليرة اللبنانية في خطر ولا لبنان على طريق الافلاس"، وَمُقِرا في الوقت عينه أن الوضع الاقتصادي صعب ولكن ما ينشر من شائعات يضر بلبنان، كما لم ينكر أن "هناك أزمة"، منوها إلى أننا نقوم بمعالجتها من خلال إقرار الموازانات، الأمر الذي لم يحصل منذ قرابة 11 سنة، كما من خلال الخطة الاقتصادية التي توصلنا اليها، ومن خلال مؤتمر "سيدر".
وجاء العنوان الثالث صريحا في مقاربة "كل المخالفات التي تضع أجهزة الرقابة يدها عليها"، وتأكيده أن ما حصل في مطار رفيق الحريري الدولي، هو موضع تحقيق، وسيتم تحديد المسؤوليات، وكذلك الأمر في ما يتصل بالمخالفات المالية التي يتم الكشف عنها.
يمكن أن نستشف من هذه العناوين الثلاثة حجم التحديات التي تواجه العهد، وقد ورث أعباء سنوات طويلة من الفساد واستهداف الدولة بمؤسساتها ومرافقها، وهذا وإن لم يشر إليه الرئيس عون مباشرة، فلا يمكن إلا وأن نتبينه من خاصرة الإشكاليات البنيوية على مستوى الدولة ككيان قائم بذاته، ما يعني أن العهد يواجه في خطين متوازيين التحديات الراهنة من جهة، وتلك التي غيبت حضور الدولة في حدود أبقتها أسيرة تقاسم نفوذ بين قوى الأمر الواقع من جهة ثانية. أو بمعنى أدق، ثمة توجه لاستعادة الدولة، وهذا ما رمى إليه الرئيس عون في تحذيره من مخاطر المضي بحملات التيئيس وبث الشائعات.
ونخلص من كل ذلك إلى أن العهد ثابت على ما حدد من عناوين وتوجهات، وهو ماض في مشروعه، والانتقال من الدويلات إلى الدولة القوية والقادرة، وثمة فرصة مع الرئيس عون لا بد من أن يدرك الجميع أن تفويتها لن يصيب العهد دون غيره، والكل في مركب واحد وليس ثمة من هو محصن في مواجهة العواصف والأنواء، ولا بد من التقاط هذه اللحظة التاريخية وقد لا تتكرر.
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين)
*رئيس " جمعية غدي "
