تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– محرر الشؤون السياسية
هدأت على جبهة " التيار الوطني الحر " و" الحزب التقدمي الاشتراكي " بعد طول انتظار و"سُباب"، المهم هدأت، وبقي الآن استخلاص الدروس والعبر وترجمة الهدوء التزاما يؤسس لما يعزز مساحة الحرية بعيدا من العصبية والتعصب، أخذا في الاعتبار خصوصية منطقة الجبل تحديدا، لا سيما وأن التراشق كاد في حدود بعيدة أن يستهدف المصالحة في وقت أحوج ما نكون فيه إلى تعزيزها، عبر التزام سقف الدولة والمؤسسات، خصوصا أن لا قيمة لأي توجه إقصائي فيما ساحة العمل السياسي مشرعة أمام الجميع.
لكن ماذا عن "الجبهات" الأخرى؟
يبدو أن الأمور تتجه لفتح "جبهة" جديدة على محور "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، بعد أن فتح النار عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب وهبي قاطيشه اليوم، معتبرا أن تأليف الحكومة متعثر لأن هناك فريقا يريد الاستئثار بكل شيء، لا بل أبعد من ذلك طالب قاطيشة "رئيس الجمهورية بتحرير عهده من سطوة (جبران) باسيل".
لم يصدر رد من "التيار" ولا أي "تغريدة برتقالية" حتى الآن، ونتمنى ألا نكون أمام مشهد مستعاد من سجالات الأمس القريب، وأن تكون التهدئة بين "الاشتراكي" و"التيار" فارضة مفاعيلها على سائر القوى السياسية، ولا بد كذلك من التأكيد أن أي لغة انفعالية لن تغير شيئا في المشهد الحكومي، لا الآن ولا غدا، وحدها المواقف الجادة يمكن أن تحدث تطورا باتجاه حلحلة العقد الماثلة أمام التأليف، خصوصا وأن المشكلة لم تعد مقتصرة على "سطوة" مسؤول أو فريق، فالكل يمارس هذه "السطوة"، وهذا ما يفسر "فرملة" المساعي، أو على الأقل الحد من سرعتها والدوران في نقطة واحدة، ويبدو أن كل القوى المعنية مصابة الآن بـ "دوار سياسي" أقعدها عن إطلاق مبادرات باتجاه تدوير زوايا الأزمة.
لا آفاق واضحة حتى اللحظة بأن ثمة إمكانية لإحداث ثغرة في جدار الأزمة الحكومة، وليس ثمة سيناريوهات قابلة للحياة، لكن في المقابل على سائر القوى السياسية عدم توظيف "أوقات الفراغ" برمي مواقف لا تقدم ولا تؤخر، كي لا ينحرف مسار السياسة عن تشكيل الحكومة إلى إخماد "جبهات" تشعل نيران الأزمة، وتبقي الفراغ ماثلا إلى أجل غير مسمى.