تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
* " فادي غانم "
تستحق فضيحة السيول و النفايات "المتحركة" من نهر الغدير في الضاحية الجنوبية لبيروت إلى شمال لبنان، ولا سيما عكار والضنية، أكثر من فيديوهات وتعليقات كادت تقصر على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يرف لها جفن مسؤول، أو يندى جبينه خجلا، علما أن الحدث جلل، ويستدعي مقاربة رسمية من وزراء ونواب وسلطات وهيئات معنية، خصوصا وأن الشتاء لم يبدأ بعد، والنفايات لا تزال تُرحل إلى الأنهر والأودية والسواقي وفي البحر، وثمة فضائح جديدة على الطريق.
لا نملك أن نساير ونتنكر لوجع الناس، وبعضهم مارس هواية السباحة على الطرقات العامة، في مشهد يظن المرء للوهلة الأولى أنه من بلد آسيوي غرقت مدنه جراء إعصار مدمر، أو في مدينة أميركية ابتليت بعاصفة هوجاء، وفي مشهد آخر أقل ما يقال فيه وعنه: عيب، عيب أن تفيض النفايات نهرا جرف المتراكم من نفايات بعد أن تحول مجراه إلى مكبات للعديد من قرى وبلدات منطقة الودايا وقرى أخرى قريبة في قضاء عاليه، وعيب أن يبتلع البحر نفايات انجرفت لمجرد أن عبرت غيوم شاردة، وأغدقت زخات قليلة من المطر كانت كفيلة بأن نشهد النفايات تمر بين المنازل، حتى بدا أن هذه النفايات "تنبع" من حي السلم في الضاحية المتاخمة للعاصمة بيروت، وتمضي متعرجة من الشويفات باتجاه الجنوب لتصبّ في بحر تحول من على شاطىء لبنان إلى "بحر أسود متلوث"!
مشهدان وفضيحة واحدة، أما المسؤول فواحد أيضا، سلطة الفساد ومن يستظل خيمتها منذ "الطائف" إلى اليوم، خيمة تتسع أكثر لتحمي الفاسدين والساكتين عن ظلم وفوضى، وكأن الفضائح قدر وجب علينا أن نتعايش معها، ونحن نعلم أن كل الفضائح مآلها "اللفلفة" وتجهيل المسؤول وتبرئة المتهم إن وجد.
أما الحكومة فما عدنا نكترث لها، تشكلت أم ظلت في دائرة التجاذب، طالما أن لا شي سيتغير، والحصص لا تبني دولة، وتقاسم الوزارات يؤكد ثبات الفساد كحالة مستقرة في بلد ما عرف المحاسبة يوما بأبعد من التوظيف السياسي، الكل يزايد على الكل في بلد يغرق في شبر مياه، بلد يتطلب ليس حالة طوارئ فحسب، وإنما العناية الفائقة والصلاة ليصحو من "كوما" الإهمال والفساد.
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين)
*رئيس "جمعية غدي"