تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– محرر الشؤون السياسية
هل أدركت الطبقة السياسية بسائر تلاوينها أن لبنان تحول دون منازع بلد التسيب والإهمال والفوضى والفساد، وهو يتنقل، من فضيحة إلى أخرى؟ ولأن الأمر كذلك لماذا هذا "الاستقتال" على الحصص في حكومة متعثرة تأليفاً وتوافقاً؟ وتاليا، ألا يدرك الجميع أن الكل خاسر طالما أن شد الحبال ورفع السقوف يعني المزيد من الانتظار فيما الأوضاع الداخلية لا تحتمل تأجيلا ومماطلة؟
مع قراءة كل فريق لأزمة التأليف من منطلق مصالحه أولا، يتأكد أن أقصى ما سيتحقق هو استهلاك الوقت دون سقف زمني محدد، في وقت بات من الملح تبني قراءة واحدة تنطلق من أن التعطيل يرتد سلبا على الجميع، وأن المماطلة تعني خسارة من هم في مواقع المسؤولية والقرار لكثير من مصداقية وطنية، أيا تكن الأسباب والمبررات، فالتضحية بوزارة لا تؤثر في واقع الحال، والعناد السياسي يستحضر عنادا سياسيا أكبر، وهذا ما عهدناه على الأقل في تجارب سابقة أشد وأصعب، دون أن نستخلص منها الدروس والعبر.
في كل ما آلت إليه الأوضاع والتطورات، لا يمكن أن نتبين إلا حقيقة واحدة والبناء عليها للمرحلة المقبلة، وهي أن التكليف سيطول أكثر، ما يعني أننا سنظل محكومين بسياسة ترحيل القضايا العالقة والمشاريع الملحة لحكومة لن تبصر النور قريبا، أي أننا محكومون بتصريف الأعمال إلى أمد غير محدد، على الرغم من أن المراوحة لا تخدم أحدا.
وهنا ثمة مخاوف من أن يصل التصلب في المواقف إلى مرحلة تتخطى أزمة الحكومة إلى ما يتعلق بالميثاق والدستور والصلاحيات، وهذا ما لا قدرة للبنان على مواجهته في مثل هذه الطروف المحلية الضاغطة ولا الظروف الإقليمية تسمح، فيما أنظار العالم شاخصة نحو معركة إدلب، واحتمال حدوث مواجهة أميركية – روسية، فضلا عن العراق واليمن.
لا يملك لبنان ترف الانتظار، ولا المضي بعيدا في معارك سياسية جانبية لن تزيد الأوضاع إلا تعقيدا، وهذا لن يفضي إلى ما يتمناه الفرقاء المعنيون، فيما واقع الحال يظل محكوما بتسوية حكومية عاجلا أم آجلا، علما أن الوقت صار سيفا مسلطا على الجميع، والفضيحة المدوية في "مطار رفيق الحريري الدولي" تستدعي الإسراع في تحقيق ما لا بد منه، على قاعدة أن حكومة الممكن تظل أقل ضررا من الانتظار القاتل!