تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– محرر الشؤون السياسية
أول من بادر إلى التصويب على الصيغة الحكومية المقترحة، وقد تسلمها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من الرئيس المكلف سعد الحريري ، النائب جميل السيد ، فسارع مغردا عبر حسابه على "توتير" بالقول: "خبر اليوم: سعد الحريري زار الرئيس عون وقدم صيغة حكومية. والرئيس أبدى عليها بعض الملاحظات لمزيد من التشاور حولها، يعني أن الحريري قدم صيغة مرفوضة سلفا للمزيد من المماطلة بحجة أن التعطيل داخلي، وفيها 4 حقائب وزارية للقوات منها 2 خدماتية وازنة، وحصة درزية كاملة لجنبلاط".
إما أن يكون موقف النائب السيد من باب الاجتهاد "التويتري"، وإما مدفوعا من فريق 8 آذار قبل أن يبلور هذا الفريق ردا أخف وطأة، وبدبلوماسية تبقي الأمور ضمن حدود الاعتراض اللبق، وفي الحالتين جاء موقف السيد معبرا إلى حد بعيد عن فريق ينتمي إليه، إلا إذا جاء رد واضح غير متبنِّ نَـــعْـيَ السيد لصيغة الحكومة المقترحة.
وفيما ساد التحفظ سائر الأوساط السياسية، بانتظار جوجلة الآراء، جاء أول الغيث "قنبلة" صوتية، محسوبة – على الأقل من موقع التماهي – على فريق 8 آذار، ذلك أن لا مطر يرتجى مع عودة الانقسام "الآذاري"، ففريق 14 آذار عاد ليطل بتحالف ثلاثي بين الحريري وجعجع وجنبلاط، وفريق الثامن من آذار لم ينفرط عقده أساسا وهو "يمانع" محليا وإقليميا ودوليا، وكأن فريق 14 آذار "يمايع" وَرَهَنَ إرادته بـ "العدو الأميركي الغاشم" وحلفائه، وكأن كلا الفريقين لا يعولان على معطيات وتطورات إقليمية لتحسين شروطهما "الحكومية"، وكأن لبنان لم يمر بظروف عطل فيها الفريقان البلد وأرهقا اقتصاده المتهالك أساسا، وأيا تكن الأسباب، فكلاهما مسؤول سابقا واليوم وغدا.
في تغريدة النائب جميل السيد ما يقرأ من عودة هذا الانقسام، ولا فرق بين من يحابي السعودية أو إيران، أو الأميركي والروسي، وإن كان ثمة من يظن أن موسكو "الشيوعية" نصيرة الشعوب المستضعفة، وأن انضواءها في كنف الرأسمالية لا يكرس حضورها من موقع مصالحها في المنطقة وفي شرق المتوسط تحديدا عبر سوريا، حتى الاتحاد السوفياتي السابق، وإن دعم حركات التحرر في العالم، ظل أمينا على مصالحه، فعلاقات الدول ومواقفها وسياساتها تظل محكومة بمصالح وأطماع.
وإذا ما أخذنا تغريدة النائب جميل السيد بمدلولاتها وتوقيتها، وما سيعقبها من تغريدات ومواقف اليوم، يتأكد أكثر من أي وقت مضى أن فريقي الأزمة (8 و 14 آذار) يجيدان كلاهما "الممانعة" و"الممايعة" بالقسط والعدل، ما يمهد لأزمة حكومية قد تطول بالممانعة حينا والممايعة أحيانا لأمد غير معروف، إلا إذا...!