تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– محرر الشؤون السياسية
ما تزال العقد تحاصر تشكيل الحكومة ، ولا بوادر حلحلة قريبة، وثمة من يتحدث عن خريف وشتاء في مسار أزمة سيؤجج أوارها الانتظار، وربما يفضي إلى ما هو أبعد بكثير من عملية التشكيل ذاتها، خصوصا إذا ما نظرنا إلى التطورات السياسية والاقتصادية في المنطقة، وهي تتسارع على نحو قد ينذر بعواقب خطيرة وكبيرة لن يكون لبنان في منأى عن نتائجها وتداعياتها، وهذا يعني أن الخوف يظل ماثلا وحاضرا، وهو الوحيد المؤكد في ما نشهد من عجز داخلي وعدم قدرة "أهل البيت" على إنضاج طبخة التأليف، وقد يجدون أنفسهم يقلبون "البحص" في "قدور" الانتظار.
وما هو واضح إلى الآن أن كل الصخب والحراك السياسي لم يغير شيئا في مجريات التأليف، فتارة هناك من يعزو سبب العراقيل إلى أسباب داخلية، وطورا إلى أسباب خارجية، ولم يتأكد من بيدهم الحل والربط أن الأزمة متداخلة بين ما هو داخلي متمثل برفع السقوف والأحجام لحكومة ستولد مكبلة بالتقاسم والتحاصص والاستئثار، وبين ما هو خارجي بات واضحا عبر ما يشبه إملاءات ظلت حتى الأمس القريب متوارية خلف كواليس الاتصالات والمشاورات.
وفي الحالتين تظل النتيجة واحدة، لا تحتاج إلى تحليل واستنتاج، وتختصر بأن لا حكومة في المديين القريب والمنظور إلا بمعجزة، وما شهدناه مع ارتفاع وتيرة الخطاب السياسي الداخلي المرتبط بالملف السوري والعلاقة مع النظام يعزز هذا الانطباع، وقد شكل هذا الملف خلال الساعات القليلة الماضية، عنوان تناقض واضح بين الأطراف الفاعلين والمؤثرين، وهذا يؤكد دخول عامل إضافي إلى جملة عوامل تؤخر تشكيل الحكومة إلى أمد غير معروف، معطوفة على النزاعات في المنطقة، من العقوبات الأميركية على إيران إلى انهيار الليرة التركية وصولا إلى اليمن، وتسارع الأحداث الدولية والسباق المحموم لإعادة التموضع في المنطقة.
كل ذلك يعني تراكم الملفات واستمرار الأزمات حاضرة مع غياب أي بارقة أمل بولادة الحكومة، فيما المساعي لم تسجل سوى لقاءات لم تتخطَّ سقف الدردشة والمجاملات، وكل الخوف أن تصبح اللقاءات منصبة لاحقا على ترطيب الأجواء وتهدئة الخواطر، خصوصا إذا ما تطورت الأوضاع الداخلية على خلفية ما تشهده المنطقة من تطورات متسارعة.
وكل الخوف أيضا أن يصبح تشكل الحكومة أمرا ثانويا حيال ما قد يستجد من خلافات تعيدنا إلى انقسام اللبنانيين بين شارعين وخطابين، فالألغام كثيرة وهي قابلة للانفجار في أية لحظة وعند أي منعطف، وهذا يعني أن الحكومة ستصبح في مهب صراعات المنطقة.