تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– محرر الشؤون المحلية
لا حكومة في المدى القريب، مفاوضات عقيمة، كل الطرق موصدة، ومرة جديدة يتأكد أن اللبنانيين أعجز من أن يواجهوا الاستحقاقات الكبيرة بمواقف موحدة تلحظ ما يتهدد وطنهم لا ما يُظَهِّر مواقعهم وأحجامهم التمثيلية، كل ذلك يفضي إلى "تمثيلية" بدأ فصلها الأول مع قانون انتخاب هجين وأبتر، مفصل بـ "مسطرة" المصالح و"مقص" الإقصاء والإستئـــثار.
تمثيلية بدأ فصلها الثاني مع مشهد تشكيل الحكومة، ولم يلحظ المؤلفون والمعدون أن لبنان قائم على صدع سياسي عرضة للزلازل، ورابض على خط التوترات الإقليمية، فيما هم، ومع استمرار التناكف و"شد الحبال"، يمهدون الطريق لدخول وصي خارجي أو أكثر، علما أن الأوصياء غير بعيدين عن مجمل تفاصيل العرض، يراقبون من خلف الكواليس "الممثلين"، لكن في ما لو استمرت عقبات التشكيل سيصبح ثمة أكثر من لاعب إقليمي في فضاء العرض!
طريق مسدود
لا حكومة في المدى القريب، وأية قراءة لما آلت إليه الأمور تقود إلى استنتاج وحيد، وهو أن عدم الإسراع في إعلان الحكومة وفر هامشا زمنيا للزج بملف تشكيلها في صراعات المنطقة، خصوصا وأن ثمة أصواتا بدأت ترتفع مطالبة بسحب التكليف من الرئيس سعد الحريري، وبعض هذه الأصوات رافضة أساسا لتسميته، ولا نستبعد الوصول إلى طريق مسدود يعيد خلط الأوراق والدخول في أزمة يبقى حلها مرهونا بسقف التوافقات الإقليمية، وبشكل خاص بين إيران والسعودية، ومثل هذا الأمر دونه عقبات وسط التوترات على خط الأزمة في اليمن بينهما وغيرها من الملفات العالقة من العراق إلى سوريا، وهذا يعني حكما أن لبنان سيظل مكشوفا مع حكومة "تصريف أعمال".
توافق برعاية خارجية
إلى الآن، كل المعطيات تؤكد أن أهل السلطة جميعا، ولا استثناءات في هذا المجال يجرون البلاد إلى حلقة مفرغة، الكل فيها خاسر، فهل من يعقل ويتعظ؟
علينا أن ننتظر، خصوصا وأن الفرقاء جميعا محكومون بـ "أحجام منفوخة"، فالاستحقاق الانتخابي وما اعتوره من ثغرات لا يمثل حقيقةً الخارطة السياسية للبنان، وتأكد ذلك من التحالفات المصلحية والتوافقات الضمنية، وتلك الفوقية، وساد فيها خطاب طائفي ومذهبي، ولا يعني ذلك أن القوى التي حققت نجاحا وكسبت مقاعد أكثر لا تمثل حيثية مهمة، نقول ذلك لأن على اللبنانيين أن يكونوا قد تعلموا من دروس الماضي، وأن لبنان لا يمكنه – في ظل نظامه طائفي – أن يحكم بغير التوافق، وهذا التوافق من الأفضل أن يكون لبنانيا، لكن إلى الآن يبدو أننا ماضون نحو توافق برعاية خارجية!
ونتأكد أكثر من ذي قبل، أن الأمور عاجلا أم آجلا ستخرج من يد اللبنانيين، ما يعني – بإرادة اللبنانيين أنفسهم – أن مقولة حكومة "صنع في لبنان" ليست أكثر من شعار أجوف.