تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– محرر الشؤون السياسية
جولة جديدة من الاتصالات لم تبح بعد بما يبلور صورة واضحة حول مسار تشكيل الحكومة، أو على الأقل رسم معالمها الأولى، وكذلك موعد إعلانها، وليس ثمة إلى الآن ما يشتت ضباب الأسئلة، وسط مخاوف من أن تفضي الملفات السياسية الجانبية، ومنها على سبيل المثال السجال بين النائب جميل السيد وحركة "أمل"، إلى ما يوتر الأجواء الداخلية، خصوصا وأن ثمة ما يشي بتحضير "انقلاب" الهدف منه إحراج الرئيس المكلف سعد الحريري وإخراجه، بغض النظر إن كان مثل هذا "الانقلاب" ممكنا، أو سيكتب له النجاح أم لا.
لم يعد خافيا على أحد أن أصواتا تعلو تارة وتخفت طورا، تبدي في غير مناسبة امتعاضا "ملغوما" من إقصائها عن التوليفة الحكومية، ولا تترك مناسبة إلا وتصوب على الرئيس المكلف، محملة تبعات التأخير في تشكيل الحكومة إلى الحريري، وصولا إلى تصويره بأنه عاجز عن التأليف، مع تلميحات ضمنية تطالبه بالتنحي.
هذه الأصوات وإن لم تكن وزانة ومؤثرة إلى مستوى الذهاب بعيدا في رفع وتمرير مطلبها، وإعادة خلط الأوراق من جديد، لكنها قادرة في حدود بعيدة على إحداث تعكير أجواء، ومن هنا، فإن التأخير في تشكيل الحكومة يتيح لها هامشا زمنيا أكبر للصيد في الماء العكر، مستفيدة وموظفة للخلافات القائمة بين سائر القوى المعنية، وهي لا تني تراهن على تطورات إقليمية معطوفة على الداخل اللبناني لقلب الطاولة على الجميع.
ولا نقصد هنا جميع النواب السنة من خارج تيار رئيس الحكومة، وإنما بعض من ساقتهم الصدف للعبور إلى مجلس النواب عبر قاطرات الآخرين، والأمر لا يقتصر على بعض هؤلاء فحسب، وإنما يطاول نوابا من مختلف الطوائف وصلوا إلى ساحة النجمة كملحقين بقوائم، وهؤلاء مستبعدون من المشاركة في الحكومة العتيدة.
لكن يبقى وراء الأكَمَة من يحن إلى "وصاية" ما، يرصد ويتابع ويستفيد من كل سانحة ليس للتصويب على الرئيس الحريري، وإنما ليصوب على مجمل الواقع اللبناني المأزوم أساسا، على قاعدة "ومن بعدي الطوفان"!