تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
لماذا نبش القبور؟ لماذا العودة إلى خطاب التخوين؟ لماذا الإيغال بعيدا في سراديب الماضي الأسود؟ ولمصلحة من هذا التراشق التافه السخيف الذي وإن دل على شيء فعلى خواء العقول وعدم استشرافها لمخاطر اللحظة وما بعدها؟
من منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر، الكل ارتكب المجازر، ليس ثمة فريق سياسي واحد لم تتلوث أيدي محازبيه بالدماء، ليس ثمة أحد لم يستفد من المحاصصة على قاعدة "مرقلي لمرقلك".
وما كان لوزارات الدولة كافة، ولوزارة المهجرين خصوصا أن تغدق عطاياها على فريق بعينه، لو لم يكن ثمة اتفاق بين سائر القوى السياسية بتوزيع المساعدات وتمرير أخرى سرا للمحازبين، فالكل استفاد من مغانمها ولا يزال، وما كان لمجلس الإنماء والإعمار أن يمرر مشاريع وصفقات دون أن يكون الجميع موافقا على اقتسام مغانم الدراسات والتلزيم، خصوصا وأن "المجلس" يتكون من ممثلين لزعماء الطوائف كافة.
من يريد التعفف وتصوير نفسه بريئا، فهو يدين نفسه أولا، لأن الكل غارق حتى أذنيه في وحل الفساد، والكل يرى اللبنانيين قطعانا تساق إلى قدرها.
أما من يحاول تسعير خطاب طائفي ومذهبي، وإلى أي جهة انتمى، فهو يجر البلاد إلى حالة من التشرذم لن تؤدي إلا إلى إعاقة تشكيل الحكومة، وإيصال البلاد إلى مزيد من التشرذم والانقسام.
"العنتريات" لن تفيد، ومن يتمادى في بث خطاب التفرقة والأحقاد، من اليمين إلى اليسار، ومن المعارضة إلى الموالاة، من بقايا 8 آذار إلى بقايا 14 آذار، هو كمن يدق مسمارا في نعش السلم الأهلي!
بالله عليكم عودوا الى رشدكم وسارعوا إلى إنقاذ ما بقي وطن يحتاجنا جميعا، كتلة واحدة قوية متراصة، تغتني بتنوعها، والعودة إلى لغة العقل، سبيلا وحيدا لمواجهة الأخطار المحدقة بلبنان.