تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
– محرر الشؤون التربوية
نستغرب كل هذا الاهتمام الرسمي بما آلت إليه أوضاع مؤسسة المقاصد التربوية، واستنفار رئيس الحكومة ودار الافتاء لتعويم هذه المؤسسة، ومن ثم دخول قوى سياسية ودينية على خط أزمة المدارس الكاثوليكية في لبنان والمهددة بالافلاس أيضا، وآخرها ترؤس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في الصرح البطريركي في بكركي، لقاء تشاوريا اسثتنائيا، للبحث في سبل مواجهة الأزمة.
لم نشهد يوما في تاريخ لبنان الحديث استنفارا مماثلا حيال ما تواجه المدرسة الرسمية من أزمات، كما أن ليس ثمة مدرسة رسمية واحدة لا تعاني إهمالا وضغوطات، وتواجه غياب الدولة، وتتحدى التقصير المستمر من الأبنية المدرسية المتصدعة وجلها منازل تم تحويلها إلى مدارس لا تستوفي شروط الحد الأدنى لمؤسسة تربوية، ورغم ذلك لم نسمع يوما أن الدولة أقرت خطة طوارىء لإنقاذ التعليم الرسمي في لبنان.
كل ذلك يفضي إلى سؤال: هل ثمة أبناء ست وأبناء جارية في قطاع التعليم؟
إن النظر بعين محايدة إلى أزمة التعليم الخاص، تفترض بداية أن نتأكد من حسن إدارة المدارس الخاصة ومعرفة مستوى الشفافية على كل المستويات المالية والتنظيمية والإدارية، وأي مساعدة مالية من الدولة يجب أن تكون مشروطة بوجود لجنة رقابية، على غرار ما هو قائم على مستوى قطاع المصارف، لمعرفة سبب تكبد هذه المؤسسات التربوية خسائر مادية، وثمة شرط آخر، وهو أن يصار، وبالتوازي، دعم قطاع التعليم الرسمي، فأي مساعدة لقطاع التعليم الخاص على حساب المدرسة، يعني أن ثمة استهدافا لمدارس الفقراء من كل الطوائف.
على الدولة، وحيال ما هو قائم، أن تعد خطة عمل للنهوض بالقطاع التربوي برمته، بدءا من المدرسة الرسمية والجامعة اللبنانية، وصولا إلى سائر المؤسسات التربوية، وأي معالجة جانبية لأزمة مؤسسة بعينها، سيفاقم مشكلة التعليم في لبنان، وعلى المؤسسات التربوية الخاصة العريقة في لبنان أن تتحمل الواقع المأزوم اقتصاديا، فهي في المحصلة مؤسسات ربحية، وأقساطها خيالية، وليست جمعيات خيرية على الدولة واجب دعمها، وإذا ما فتح الباب على دعم التعليم الخاص، فستكون الدولة أعجز من أن تواجه "أزمات" المؤسسات التربوية الطائفية، من المقاصد السنية إلى المدارس الكاثوليكية إلى المؤسسات التعليمية للطائفة الشيعية والدروز والأرمن وطوائف ومذاهب أخرى.
على الدولة أن تبادر، لكن ليس من منطلق أن الأولوية للتعليم الخاص والرسمي إلى الجحيم!