تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
بات واضحا أن قضية تشكيل الحكومة ستظل في دائرة المراوحة لأمد غير معروف، وذلك لأساب عدة، أبرزها انعدام الثقة بين سائر القوى السياسية المعنية، وهذا ما عمل على تبديده الرئيس المكلف سعد الحريري في زيارته الأخيرة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بعد أن أعيد خلط الأوراق على خلفية الأحجام التمثيلية للقوى السياسية وهي تحاول تظهير حضورها بالاستناد إلى نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة.
ولا نعلم إلى الآن كم من الوقت سيمضي قبل أن نصل إلى "بر الأمان الحكومي"، خصوصا وأن الرئيس المكلف يستعد لبدء إجازة عائلية قصيرة، فيما سبقه رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى إجازة عائلية، وما على اللبنانيين سوى الترقب والانتظار إلى أن تتحقق أمانيهم في ولادة حكومة قادرة على مواكبة همومهم اليومية، وعلى معالجة تردي أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية، وهذا يعني أن تشكيل الحكومة في إجازة.
وسط هذه الأجواء، كان من الطبيعي أن يغيب الحديث عن تشكيل الحكومة، في ما عدا إطلاق المواقف، وفي هذا السياق، بدأ الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله كلمته بالملف الحكومي كدلالة على إعطاء الحزب الاولية لهذا الملف، فاعتبر أن الحكومة التي يعمل عليها ليست حكومة وحدة وطنية بل حكومة ذات تمثيل نيابي واسع، سائلا عن معايير التوزير، واعتبر أن ما يؤخر تشكيل الحكومة هو غياب المعايير، وأن المعيار هو ما أنتجته وافرزته الانتخابات النيابية، ملوحا الى انه اذا لم يتم توحيد المعايير فإن الثنائي الشيعي سيعمد إلى المطالبة بأكثر من ما هو محدد له.
فيما أعلن رئيس "حزب القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع "اننا لن نقبل بأن نقايض وجودنا في الحكومة بسقوطنا عن الهدر وقلة الانتاجية والفساد، لأن وجودنا هو أصلا لمكافحة الفساد وليس لحصد المواقع".
وفي المحصلة، يبقى الانتظار ماثلا إلى أن تنقضي إجازة الرئيسين بري والحريري، وما على اللبنانيين في هذه الفترة إلا الدعاء والتمني، خصوصا وأن إجازاتهم معطلة، ولا من يصرفها لهم، فيما البلد مستمر بـ "نعمة" تصريف الأعمال.