تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
شغلت نساء تنظيم داعش، اللواتي أُطلق عليهن لقب "عرائس داعش" الكثير من الباحثين والخبراء في مجال دراسة التنظيمات المتطرفة، بقصد فهم أفضل لظاهرة وجود النساء داخل هذا التنظيم المتطرف.
ومن الصحافيات اللواتي حاولن فهم الظاهرة الصحافية الجزائرية ناهد زرواطي مراسلة قناة الشروق نيوز الجزائرية.
فقد عادت زرواطي مؤخرا من ليبيا التي تحولت إلى بؤرة للتوتر، بفكرة أن التنظيم لا يزال ناشطا في ليبيا، وما زالت هناك معسكرات تدريب ومناطق تحت سيطرته، بحسب قولها.
أرادت زرواطي في مقابلة مع "موقع الحرة"، فتح ملف "عرائس داعش"، أو "العلبة السوداء"، كما وصفتهن.
عملت زرواطي أكثر من ست سنوات على ملفات متعددة في ليبيا، وهي الآن بصدد عمل فيلم وثائقي عن نساء داعش، قالت إنه سيرى النور قريبا.
تمكنت زرواطي من إجراء مقابلات في مدينة سرت الليبية مع "داعشيات" تدربن على أيدي ضباط في الجيش العراقي السابق وحتى الجيش المصري، بحسب قولها.
وترى زرواطي أن شبكات التجنيد تنشط على نحو سري داخل بلدان المغرب العربي، وتكمن مهمتها في "استقدام أكبر عدد من النساء وتوفير وسائل نقلهن من أمام منازلهن" إلى مناطق الصراعات لاستخدامهن في مهام عديدة كسجانات وجلادات أو الجنس أو العمليات الانتحارية أحيانا.
وتتعدد أسباب التحاق النساء بالتنظيم المتطرف، فإلى جانب انخداع بعضهن بدوافع دينية، تلعب السياسة وانعدام الحريات في بعض البلدان دورا كبيرة في جعل هؤلاء النسوة صيدا سهلا لعناصر داعش.
وبحسب زرواطي، النقمة على النخب السياسية الحاكمة، عامل مهم في هذا المضمار.
وفي المجال الاجتماعي، تشير زرواطي إلى دور الأفلام الدعائية التي يبثها التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي في إيهام بعض النسوة بإمكانية حل المشاكل التي يعانين منها.
وتقول زرواطي "هناك العنوسة التي تقابلها فيديوهات للتنظيم يعرض خلالها شبابا جهاديين وسيمين يخيل للفتاة أنه فارس أحلامها".
وما أثار انتباه زرواطي في بحثها عن خبايا نساء داعش "التونسيات الموجودات بشكل رهيب جدا داخل التنظيم"، مبينة أن المهام القيادية تناط بهن مثل "إدارة السجون ومضافات السبايا وتطبيق العقوبات على النساء الأخريات".
وتقول زرواطي إن "أكبر نسبة من التونسيات (اللواتي التحقن بتنظيم داعش) كن مستقدمات من شبكات الدعارة، نساء وجدن المقابل المادي والزوج الذي قد لا يحظين به في بلدانهن"، مضيفة أنّ انتماءهن إلى التنظيم وحصولهن على القوة يعني لهن انتقاما "من مجتمع كان يضطهدهن لكونهن بنات ليل".
تؤكد "الحقائق الأكثر خطورة" التي كشفت عنها وثائق حصلت عليها الصحافية الجزائرية خلال رحلتها إلى ليبيا، قيام التنظيم بحرق نساء وهن أحياء بسبب امتلاكهن معلومات خشي التنظيم وصولها إلى السلطات في حال تم اعتقال تلك النساء.
وتضيف "ولهذا أقول إن نساء داعش هن العلبة السوداء، الأسرار التي يحملنها جعلت البغدادي يأمر بحرقهن أحياء عوض إلقاء القبض عليهن واعترافهن بأمور سرية".
وترى زرواطي أنّ منطقة المغرب العربي قد تعاني أمنيا في المستقبل، بسبب عوامل منها شبكات التجنيد التي لا تزال تنشط داخل دول المنطقة، والتي غالبا ما يكون أعضاؤها من النساء المتطرفات.