تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
أطلق نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني لمناسبة اليوم العالمي الثاني عشر للكلى، الحملة الوطنية للوقاية من داء السمنة وأمراض الكلى تحت شعار "كليتك ما بتحمل زيادة وزنك"، وذلك في مؤتمر صحافي في فندق فينيسيا بالتعاون مع الجمعية اللبنانية لأمراض الكلى وضغط الدم وبدعم من الجمعية اللبنانية لأمراض الغدد الصماء والدهنيات، ونقابات أطباء لبنان والمستشفيات والممرضات والممرضين، وقسم التغذية في كلية الصحة في جامعة القديس يوسف، ووزارة الاتصالات التي قدمت أربعة ملايين رسالة نصية هاتفية للتحذير من أمراض الكلى.
وقد تم التركيز على التحذير من عواقب السمنة وارتباطها بأمراض الكلى، والتشجيع على اتباع نمط حياة صحي واتخاذ تدابير صحية وقائية ضرورية للحفاظ على جسم سليم.
حاصباني
ولفت حاصباني في كلمته إلى أن "أمراض الكلى والسمنة ترتقي إلى مستوى مشكلة صحية وطنية نتيجة للتداعيات السلبية للسمنة على حياة المواطنين وعملهم"، مضيفا أن "الخبراء يؤكدون ان السمنة تؤثر مباشرة على السكري فتؤدي إلى ارتفاعه وتؤدي ايضا إلى ارتفاع في الضغط، كما تؤثر على مصافي الكلي، ومع الوقت تعطلها، وهذا الأمر يؤدي إلى الضعف المزمن في نشاط الكلى، ومع الوقت تتوقف الكلى عن العمل ويصبح المريض بحاجة إلى عمليات غسل الكلى مرتين أو ثلاث مرات في الاسبوع، وبالنتيجة يصبح بحاجة إلى عملية زرع كلى".
وأورد إحصاءات تظهر أن 10% من السكان مصابون بأمراض الكلى، وأن 3500 مريض يغسلون الكلى، منهم 1747 على نفقة وزارة الصحة العامة في 76 مركزا لغسل الكلى، موزعة على كل المناطق اللبنانية في القطاعين العام والخاص (14) حكومي و(62) خاص.
وقال إن "هذا الواقع يعطي الحملة الوطنية للوقاية من داء السمنة وأمراض الكلى أهمية خاصة، فالسمنة مرتبطة في أغلب الأحيان بسلوكيات الحياة التي نعيش والنظام الغذائي الذي نمارس. لذلك نعمل على تعزيز الوعي بشؤون الصحة لتفادي الامراض وتطورها". وفي مجال السمنة شدد حاصباني على "التزام أمور ثلاثة هي نظام غذائي محدد وليس بالضرورة مكلفا، والامتناع عن التدخين، هذه الآفة البشعة القاتلة، ومزاولة الرياضة الدائمة والمجانية".
وتوقف عند مخاطر التدخين مشيرا إلى أن "النقاش يدور منذ أكثر من أسبوعين لرفع الضريبة على الدخان، بما يسهم في تخفيف التدخين من جهة وتخفيف كلفة العلاج من الأمراض التي يتسبب بها التدخين من جهة ثانية".
وأسف حاصباني "لما يلقاه هذا الاقتراح من معارضة شديدة يبديها وزراء ونواب، معتبرين أن رفع الضريبة على الدخان سيشجع التهريب". وشدد على أن "من واجب المسؤولين عن التهريب أن يوقفوه، فيما من واجبنا العمل على التشجيع على وقف التدخين، وعلى مجلس النواب اللبناني الأخذ في الاعتبار هذا الأمر وزيادة الضريبة على الدخان".
وشدد على "أهمية تنفيذ برنامج السجل الوطني للكلى منذ عقدين، إذ كانت الاحصاءات تتحدث عن معدل لغسل الكلى (2000 حالة في لبنان في السنة) واليوم أصبحنا بحدود 3500 حالة سنويا". ولفت إلى أهمية توافر "أجوبة علمية عن تطور الامراض واسبابها لنكون قادرين على فهم التطور وتقديرات الكلفة"، مضيفا أن "أمراض الكلى التي استدعت الاستشفاء على نفقة الوزارة احتلت المرتبة الرابعة بعد أمراض القلب والرئة والسرطان".
وقائع الحفل
وكان الحفل قد بدأ بالنشيد الوطني، ثم قال الدكتور شارل صعب، مستشار أمراض الغدد الصماء ومدير برنامج الأبحاث السريرية في قسم الغدد الصماء في مستشفى قلب يسوع: "كشفت الدراسات الحديثة أن السمنة وزيادة الوزن هما من العوامل التي تنذر بخطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة، شأنها شأن مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. لذا، إننا نحض الناس على الحفاظ على وزن صحي واتباع نمط حياة سليم عبر ممارسة الأنشطة البدنية للوقاية من أمراض الكلى وإبطاء تقدمه عند المرضى المصابين به".
بدوره قال الدكتور روبير نجم، رئيس الجمعية اللبنانية لأمراض الكلى وضغط الدم: "إننا نواجه مخاطر عالية للإصابة بأمراض الكلى في لبنان، إذ إن حوالي 53 في المئة من السكان يعانون زيادة الوزن وحوالي 18 في المئة يعانون السمنة المفرطة، وغالبيتهم من الرجال". وأضاف: "نشارك هذا العام في الحركة العالمية التوعوية على أمراض الكلى وارتباطها بالبدانة عبر تشجيع اللبنانيين على الحركة واتباع نمط حياة صحي للحفاط على كليتيهم".
وتابع: "نحن على ثقة بأن عملنا الدؤوب وجهودنا المبذولة ستؤتي ثمارها بفضل رعاية وزارة الصحة العامة، والجمعيات الطبية والعلمية وكل الداعمين، ومنهم الشركاء الإعلاميون الذين يساهمون في نشر الوعي للرأي العام".
حوار
وفي حوار مع الحاضرين، شدد حاصباني على أن التوعية هي الأساس لتفادي مخاطر التدخين. وقال إن "من يدخن يقتل نفسه. وفي مقابل كل لحظة سعادة يشعر بها المدخن، هناك سنوات ستنقص من عمره ومن سعادة عائلته التي لن يكون قربها عندما سيتعذب بالأمراض الناتجة من التدخين، وهي متعددة ومزمنة ويؤدي بعضها إلى الموت".
وتمنى تطبيق قانون منع التدخين والتشدد في منع تهريب السجائر، داعيا الإعلام إلى "إعطاء نماذج إيجابية عن عدم التدخين ونماذج سلبية حقيقية عن التدخين".
بدوره لفت الدكتور شارل صعب إلى "أن 58% من الرجال والسيدات يدخنون في لبنان، كما أن 78% من الشعب اللبناني يدخن النارجيلة، وهي أرقام مخيفة"، مؤيدا دعوة الوزير حاصباني إلى زيادة الضريبة على الدخان.
جمعية أمراض الكلى والضغط
وبهدف توسيع دائرة انتشار الرسالة التوعوية لتصل إلى أكبر عدد ممكن من اللبنانيين والمعنيين، وتحدث تغييرا إيجابيا في حياة الكثيرين، عمدت "الجمعية اللبنانية لأمراض الكلى وضغط الدم"، بالتعاون مع 75 مستشفى في مختلف أنحاء لبنان، إلى تنظيم سلسلة من النشاطات تتضمن الأكشاك الطبية التفاعلية لتوعية الرأي العام، وتسليط الضوء على أهمية التشخيص المبكر من خلال تقديم اختبارات مجانية لضغط الدم، وتوزيع المنشورات التعليمية. كما أطلقت وزارة الاتصالات، حملة من الرسائل النصية القصيرة بدعم من شركة "ألفا" للاتصالات لإيصال الرسائل التوعوية لأكثر من أربعة ملايين من مشتركيها. بالاضافة الى ذلك، تم تنظيم ندوة بالتعاون مع المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت، لنقابة الممرضات والممرضين في لبنان بهدف تثقيف الجسم التمريضي حول كيفية رعاية مريض الكلى. وتعقد ندوة طبية في بيت الطبيب في الأول من نيسان المقبل حول السمنة وعلاقتها بأمراض الكلى. هذا فضلا عن نشاطات توعوية سيتم تنظيمها في مختلف أنحاء لبنان (جبيل، طرابلس الخ..)، وأنشطة رياضية برعاية الجمعية اللبنانية لأمراض الكلى وارتفاع ضغط الدم (LSNH) بمناسبة اليوم العالمي للحماية من أمراض الكلى للعام 2017.