تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
أطل الرئيس سعد الحريري، مساء اليوم، في مقابلة عبر شاشة تلفزيون "أل بي سي" وبثها ايضا تلفزيون "المستقبل" وإذاعة "الشرق"، في برنامج "كلام الناس"، من بيت الوسط، تناول خلالها الاوضاع الداخلية والإقليمية، وفي مقدمها الإستحقاق الرئاسي وظروف المبادرة التي تقدم بها لانتخاب رئيسٍ للجمهورية.
وفي ما يلي نص المقابلة:
سئل: مساء الخير دولة الرئيس المكلف.
أجاب: لم ننتخب رئيسا بعد، إن شاء الله الاثنين سننتخب رئيسا ثم تحصل المشاورات.
سئل: رأيناك عائدا منشرحا وكأنك أحضرت الأمل للناس، ولكن لماذا رغم كل الحيثيات والاسباب التخفيفة للقرار، لماذا يُصوّر للبعض ان ما قلته وما تقوم به هو اعلان هزيمة لسعد الحريري، ولماذا استسلمت؟
أجاب: أنا استسلمت منذ 14 شباط 2005، استسلمت عن أن آخذ مصلحتي الشخصية بالانتقام، فأخذت مصلحة البلد لأنها الاهم بالنسبة لي.
سئل: لكن لو صمدت على خيار من الخيارات التي قمتم بها في 14 آذار 2005 حتى اليوم وذهبتم الى مرشح من 14 آذار او مرشح توافقي من البداية، ربما لما وصلتم الى هذه الهزيمة؟
أجاب: نحن لم نترك جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية الا وذهبنا اليها، ولم نتخلف ككتلة نيابية وكتيار مستقبل وحلفاؤنا عن انتخاب رئيس جمهورية. المشكلة أنه كان هناك تعطيل في انتخاب رئيس الجمهورية، واليوم نحن قادمون ان شاء الله الى انتخاب رئيس جمهورية.
سئل: اكتشفنا ان الطريقة الوحيدة لاقناع سمير جعجع بميشال عون هي تأييد ترشيح سليمان فرنجية، والطريقة الوحيدة لاقناع سليمان فرنجية بحضور الجلسة، والطريقة الوحيدة لاقناع فرنجية بحضور الجلسة هي تأييد ترشيح ميشال عون، هل هذا ما كنت تريده؟
أجاب: لا يمكن لأحد ان يشك ان هذا كان هاجسي الاساسي طوال المرحلة السابقة، الفراغ وما يؤدي اليه، منذ سنتين ونصف السنة اتيت وبدأت بالتحدث مع الجنرال عون وكان الاساس بالنسبة الي ان الفراغ مميت للبلد وهذا كان يخيفني، ربما لم يكن يراه البعض كما كنت اراهـ ولكنني كنت اعرف ان كل ما يحصل في مؤسسات الدولة والاقتصاد والبيئة وكل ما يحصل في البلد امنيا وغيره، كنت اراه منذ سنتين ونصف السنة، لاننا اذا نظرنا ماذا فعل الفراغ سابقا في البلد اكان في 2007 او 1989 او كل مرحلة مر بها لبنان عندما يصاب بالفراغ نذهب الى كارثة مليئة بالدم وبتغيير النظام وبمأساة اقتصادية، لذلك كنت انظر دائما الى ان هذا الفراغ هو مقتل لبنان ومقتل الدولة والمؤسسات، كنت انظر في كل هذه المرحلة يجب علينا ان نقوم بأي شيء لنتمكن من التخلص من هذا الفراغ.
سئل: وكأنك توحي للبنانيين ان ما فعلته قد تكون لا ترغب بالقيام به.. يعني وصولك الى تبني الجنرال عون وكأن ما فعلته غصبا عنك فقط من اجل ايصال البلد الى "شط الامان"؟
أجاب: لا شك انني عندما قمت بالمبادرات اكان مع معالي الوزير سليمان بيك فرنجية كنت مترددا اولا واتحدث بكل صراحة.
سئل: اكيد، انت تأتي لتصارح اللبنانيين، وكنت خائفا من هذا الخيار؟
أجاب: اكيد كنت خائفا من هذا الخيار لكن عندما قابلت معالي الوزير وجدت ان كثيرا من الامور تجمعنا وتوجد امور نختلف عليها، وكذلك ايضا مع الجنرال عون نتفق على الكثير من الامور الاقتصاد والدولة والمؤسسات.
سئل: الاقتصاد؟
أجاب: نعم الاقتصاد كله، هل قال لك احد ان الجنرال عون لا يريد للدولة ان تقوم؟
سئل: بالتأكيد يريد.. ولكن النظرة للاقتصاد مختلفة عن نظرتكم انتم للاقتصاد دولة الرئيس؟
أجاب: نظرتنا ونظرتهم نفسها.
سئل: هو الذي كان ينتقد السياسات المالية والاقتصادية لحكومات الرئيس سعد الحريري وحكومات الرئيس السنيورة وحكومات الرئيس رفيق الحريري رحمه الله؟
أجاب: توجد امور اذا نظرنا الى الوراء يمكننا ان نبقى في الماضي، ننظر اليوم الى المستقبل، لذلك ما اقوله انا انه بالتاكيد توجد انتقادات.. جزء منها كان سياسيا، وكانت الانتقادات على اساس انه يمكن ان تكون هناك مكتسبات سياسية، ما اقوله اليوم اننا وصلنا الى توافق نحن والجنرال عون على الكثير من الامور في الاقتصاد وما يريدونه هم للبنان وما نريده نحن للبنان هو ان نعود ونرى فعلا لبنان يقوم على قدميه.
اذا نظرنا الى الاقتصاد الوطني اللبناني نجد ان النمو صار -1 هل هذا مقبول عند اللبنانيين؟ هل من المقبول اننا صرنا نرى ان المشكلة الاساسية في البلد بكيفية لم النفايات من الطرقات؟ هل من المقبول ان يصبح لدينا خوف اليوم على الليرة اللبنانية او انه ليس لدينا سياحة كما يجب..
بالنسبة لي، قيام الدولة ان نعيد البلد الى الاقتصاد، ان نعيد انماء الاقتصاد.
عندما نذهب الى مجلس الوزراء مع كل احترامي ومحبتي للرئيس تمام سلام الذي قام بجهد عظيم خلال هذه المرحلة الدقيقة جدا. هل هذا ما نطمح له. ان نفك صراعات كل اسبوع من سيحضر او لا ، كل موضوع سياسي نحاول ان نرقع ب100 مكان، هذا ليس مقبولا.
مجلس النواب، الرئيس بري ....، اليوم نرى انه ليس فعالا اصبحنا نجتمع لتشريع الضرورة، هل هذا معقول؟
سئل: هؤلاء الاطراف ايضا جزء منهم كان يأخذ البلد، التشريع ومجلس الوزراء رهائن كي يصلوا الى هذا الخيار السياسي الذي انت وصلت له؟ في مكان من الاماكن انت خضعت لهذا الابتزاز السياسي؟
أجاب: انا خضعت لقناعتي ان لبنان اهم من اي شخص آخر، اهم مني واهم منك واهم من اي قيادة سياسية في البلد، ما يهمني هم الناس، والناس هم البوصلة بالنسبة لي واستقرار هذا البلد بالنسبة لي هو كل شيء. عندما تقدم تضحية في مكان ما تكون تقدمها لمن ؟
سئل: الناس كانت تريدك ان تصمد دولة الرئيس لم لم تصمد اكثر بخياراتك وقناعاتك؟
أجاب: اتيت الى عند كل الناس اكان في السياسة او السياسيين او اناس طبيعيين.
الى متى سنصبر، ليأتينا الفرج؟ الفرج من اين ولمن، نحن قمنا بمبادرة لمصلحة البلد انظر للمبادرة اكان مع الوزير سليمان بك فرنجية او الجنرال عون الم تكن مكلفة علي شعبيا، قمت بها لانني ارى مخاطر الفراغ، لانني رأيت في هذا التفريغ الذي يحصل في المؤسسات سنصل في مرحلة من المراحل الى حرب اهلية.
سئل: للاسف صوروا وكأنه - انت تقول حضرتك هنا انها مكلفة لك - هم يصورونك وان كل المسألة هي عودة سعد الحريري الى السلطة؟
أجاب: سعد الحريري ، وبعد 12 سنة في السياسة كم مرة كنت رئيسا للوزراء؟؟
سئل: مرتان؟؟
أجاب: لا .. مرة واحدة، كان بامكاني ان اخذ الكثير من الخيارات، ولكن لم اخذها، ليس طموحي ان اكون رئيس حكومة او نائبا ولا العمل بالسياسة، طموحي هي مسيرة رفيق الحريري، بالنسبة لي اقتصاد واستقرار البلد والناس.
سئل: جزء من جمهورك الذين هم ضد خيار ايران وعون يعتبر ان ما جرى انتصار لمشروع ايران في لبنان وحزب الله وعدم الاعتراف بالخسارة لا يساعد في الخروج منها وضمان لبنان لم يعد في الدستور والقانون بل في مرشد الجمهورية الاسلامية، هذا ما قاله صديقك السابق فارس سعيد.
الحريري: اولا فارس سعيد صديقي الامس واليوم وغدا وكل الحياة، انا لم استسلم، ما كان مطلوبا في البلد هو الفراغ، المرشح للفريق الذي مع ايران، اي حزب الله كان مرشحه الاساسي الفراغ، ولكن عندما قمنا بالمبادرة الاولى كانت هناك صدمة وهي بالدواليب، ولكن عندما قمنا بالمبادرة الثانية مع عون لم يعد هناك حجج للتعطيل، لذلك انهت هذه المبادرة محاولة استمرار الفراغ، لذلك الانتصار ان شاء الله يوم الاثنين على قرار الفراغ بالنسبة لنا.
سئل: كان حزب الله لا يتخيل انك ستذهب الى ترشيح عون.
أجاب: نعم ممكن.لم اتخل عن نقطة من ثوابتي، بالنسبة لي البلد اهم من اي شخص، الناس قد يصدقونني عندما اقول ذلك ولم يكونوا مقتنعين ان احدا عندما يذهب الى هذا النوع من المبادرات والتسويات لانهاء الفراغ ، ولدي سؤال طرحته في خطابي، ماذا كان فعل رفيق الحريري؟ هل كان قبل بسنتين فراغ؟
سئل: اكيد لا، ولكن هل كان وضع نبيه بري بظهره؟
أجاب: الرئيس بري رجل احترمه واعتبره اخا كبيرا وصديقا بالنسبة لي وسأبقى معه ظالماً او مظلوما.
سئل: الان هل تعتبره مظلوما او ظالما؟
أجاب: انا اعتبر ان مشكلته ليست معي.
سئل: مع عون؟
أجاب: لا ليست مع عون.
سئل: مع الحزب؟
أجاب: ممكن لا اعلم.
سئل: ولكنك لم تنسق معه عندما اخذت هذا الخيار.
أجاب: لا نسقت، في شهر آب الماضي ذهبت الى الرئيس بري وقلت له "مش ماشي الحال"، انا قمت بمبادرة لانتخاب فرنجية كي انهي الفراغ، وكنت صادقا في هذا الموضوع والوزير سليمان بيك يعلم هذا الامر، فقلت لبري اذا كانت لديك خارطة طريق واضحة اننا بعد شهر او شهرين سننتخب فرنجية فانا معك، ثم سافرت، وسألت السؤال نفسه ولم أحصل على جواب، وقلت انني سأتفاوض مع عون.
برأيي ان الرئيس بري لم يكن يتصور انني جدي بهذا الامر، لكنني صادق، اريد ان انهي الفراغ، المؤسسات في الدولة والناس والوضع الاقتصادي والبيئي كلها لم تعد تحتمل.
سئل: الكل كان يسأل اذا كان معك مباركة سعودية او مباركة اميركية او اذا كنت تخاطر بمستقبلك السياسي، وقد نقل عن الرئيس بري كلام عن انه اول مرة أرى احد السياسيين في اول حياته ذاهب الى الانتحار. هل كنت تملك الغطاء الخارجي أم فرضت أجندتك على الخارج؟
أجاب: اذا كان انتحاريا من أجل البلد، فانا مستعد.
سئل: لماذا تذوب لهذا الحد من اجل الآخرين؟
أجاب: ليس من اجل الاخرين بل من اجل الناس. الناس تعبوا ولم يعد لديهم ثقة بالسياسيين، منذ سنتين ونصف لم نعرف ان ننتخب رئيس جمهورية. انا اعمل على اساس ان المشكلة الاساسية في البلد عدم اكتمال المؤسسات الدستورية.
انا لا اعتبر انني ذاهب الى انتحار، أنا متفاهم مع عون ونعرف الى اين ذاهبون، والجنرال عون يعرف ما الذي سيقوم به في البلد مع رئيس الحكومة ويعلم ان هناك تحديات وصعوبات كبيرة.
نسمع من الجرائد والتلفزيونات، ولا نرى اي من المصادر كما تسمى اقليمية ترفض او تؤيد.
سمعت الكثير من الكلام عندما خطوت خطوة تأييد ترشيح عون، لدرجة أنني كدت أشك بنفسي، لكنني اعرف ان ليس لدي مشكلة اقليمية، وان الناس في المجتمع الدولي يريدون رئيسا للبنان اكثر مما اللبنانيين يريدون رئيسا لأنفسهم.
سئل: أول مرة فاتحت السعوديين بموضوع تأييد عون، هل خافوا من خيارك؟
أجاب: لا.