#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
يَطرحُ المراقبونَ سؤالاً بديهياً عمَّا إذا كانَ التقدُّمُ في مفاوضاتِ تبادلِ الاسرى والرهائنَ بينَ حماس واسرائيل سيُوقفُ الحربَ أم سيعلِّقها أم سينهيها،
واستطراداً عمَّا إذا كانتْ جبهةُ الجنوبِ ستتأثرُ بهذا المُعطى أم أنها جبهةٌ منفصلةٌ لها قواعدُ الاشتباكِ الخاصةِ بها، ووتيرتُها تخفُّ وترتفعُ تبعاً للهدنةِ أم للحربِ او للضغطِ الكبيرِ على غزة...
كلُّ ما نسمعهُ منْ الجانبِ الاسرائيليِّ أنَّ جهوزيةَ التعاملِ مع الجبهةِ الشماليةِ ( أي جنوبِ لبنان) كاملةٌ وتامةٌ ودقيقةٌ ...
لكنْ ما الذي يُحرِّكُ هذهِ الجبهةَ اساساً،
وهلْ إذا أنفجرَتْ الامورُ اكثرَ ميدانياً في غزة سينفجرُ الوضعُ موازاةً على الحدودِ مع لبنانَ،
أم أنَّ الاتصالاتِ الدوليةَ ولا سيما الاميركيةَ فعلتْ فعلها وحيَّدتْ جبهةَ لبنان وأبقتْ على اللعبةِ بوتيرتها الحاليةِ...
لا احدَ حتى الساعةِ يملكُ اجاباتٍ واضحةً عنْ كلِّ الاسئلةِ.
***
لكنْ ما يُقلقُ هو القلقُ بحدِّ ذاتهِ: القلقُ منْ الغدِ وعلى الغدِ،
فالبلدُ مجمَّدٌ وينتظرُ، وقطاعاتهُ معلَّقةٌ بينَ الحياةِ والموتِ، ولا قدرةَ على التخطيطِ لِما هو أبعدُ منْ اليومِ.
وما يزيدُ الجريمةَ جرائمُ ما يُخطَطُ لهُ على صعيدِ بيئةِ الاستثمارِ في البلادِ حيثُ ارقامُ الموازنةِ التي تتمُّ مناقشتها عن العامِ 2024 ،
تجعلُ أيَّ مستثمرٍ او أيَّ شركةٍ او حتى أيَّ مؤسسةٍ تعملُ في لبنانَ تعيدُ النظرَ بفرصِ الاستثمارِ والعملِ وتتجهُ للهجرةِ.
هذا على صعيدِ الشركاتِ،
فماذا عنْ المواطنينَ الذينَ قرصنتْ المصارفُ كما الحكومةِ على اموالهم، فكيفَ سيدفعونَ ما سيُفرضُ عليهمْ من ضرائبَ ورسومٍ بملايينِ الليراتِ وهمْ بالكادِ يُمكنُ أنْ تصلَ رواتبهمْ إلى ما يُقاربُ ثلاثةَ ارباعٍ منْ اساسِ رواتبهمْ ...
منْ أينَ يأتي هؤلاءِ المجانينُ الذين يدَّعونَ إدارةَ البلادِ،
ومنْ ايِّ كوكبٍ نزلوا؟
ومنْ ينقذنا منهمْ؟
وما هو السبيلُ للاطاحةِ بموازنةِ التجويعِ والتشبيحِ؟