| تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه

#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ليسَ هناكَ أكثرُ إحراجاً وأكثرُ إيلاماً منْ كلامِ المبعوثِ الاميركيِّ "المعلَّقِ" توم باراك حينَ يتحدَّثُ عنْ لبنانَ الدولةِ الفاشلةِ، وعنْ عجزِ الجيشِ اللبنانيِّ وعنْ إنهيارِ النظامِ المصرفيِّ اللبنانيِّ وتداعياتهِ،
وكأنَّ باراك يخبرُ العالمَ العربيَّ عنَّا أشياءً جديدةً، او أنَّهُ يُعلنُ منَ المنامةِ سقوطَ لبنانَ منْ جديدٍ امامَ أيِّ حربٍ إسرائيليةٍ مقبلةٍ،
وإلاَّ فما الدَّاعي لنعي البلادِ.
وما الدَّاعي لدعوةِ لبنانَ لحصرِ السِّلاحِ فوراً قبلَ أنْ تأتيَ الحربُ...
ولماذا هذا التناقضُ بينَ الإشادةِ الاميركيةِ بدورِ الجيشِ اللبنانيِّ في لجنةِ الميكانيزم وبينَ كلامِ باراك الذي لم يزرْ لبنانَ مؤخَّراً ولا يعرفُ تفاصيلَ ما يجري؟
وهلْ هذا تزاحمٌ داخليٌّ اميركيٌّ بينهُ وبينَ مورغان اورتاغوس؟
وإستطراداً كيفَ ساعدَ موفدُ واشنطن لبنانَ بأنْ يبدأ بالتحوُّلِ عنْ دولةٍ فاشلةٍ؟
ماذا قدَّمتْ واشنطن للجيشِ اللبنانيِّ غيرَ الخوذاتِ والأحذيةِ؟
وكيفَ دَعمتْ هذا الجيشَ لتنفيذِ مهمَّتهِ وهو يعترفُ "بعضمةِ لسانهِ"،
أنَّ عنصرَ الجيشِ اللبنانيِّ بالكادِ يقبضُ 250 دولاراً؟
***
ولعلَّ السؤالَ التالي:
كيفَ سمحتْ واشنطن لهذا الإنهيارِ الماليِّ والمصرفيِّ أنْ يحدُثَ، وهي كانتْ تحمي رياض سلامة كرجلٍ مفضَّلٍ على مدى عشرينَ عاماً وأكثرَ؟
أولمْ تكنْ تراقبُ عمليَّاتَهُ قبلَ أنْ تفرُضَ عليهِ العقوباتَ بتهمةِ تبييضِ الاموالِ؟
وهلْ سألَ هذا "المستشرِقُ" مَنْ سبَّبَ إنهيارَ الدولةِ اللبنانيةِ الحقيقيَّ؟
أولمْ تكنْ بيروتُ ساحةً إقليميةً لكلِّ الرسائلِ الدوليةِ الآتيةِ منَ الخارجِ ومَنْ واشنطن بالتَّحديدِ ايضاً؟
***
كفى تجريحاً بالبلادِ وكفى تحريضاً لإسرائيلَ على المضيِّ قُدُماً بعمليَّاتِها،
وها هو وزيرُ دفاعها لا يستبعدُ أنْ تهاجِمَ إسرائيلُ بيروتَ إذا وقعَ أيُّ هجومٍ ضدَّ شمالِ إسرائيلَ وهو ما لنْ يحدُثَ،
ما دامَ هو يقولُ بأنَّ الامنَ تحقَّقَ للمرَّةِ الاولى منذُ عشرينَ عاماً شمالِ إسرائيلَ مهدِّداً بإستمرارِ العمليَّاتِ العسكريةِ، وكانَ آخرُها ليلَ السبتِ ومجزرةُ سقوطِ اربعةِ ضحايا...
***
ماذا بعدُ؟
هلْ علينا انْ نسكتَ ولا نُعلِّي الصوتَ قبلَ أنْ تأتيَ الحربُ منْ جديدٍ، وهذهِ المرَّةُ بتحريضٍ اميركيٍّ فيهِ كثيرٌ منَ المغالطاتِ الآتيةِ منْ باراك،
قبلَ أنْ يأتيَ السفيرُ الاميركيُّ الجديدُ ميشال عيسى هذا الاسبوعَ،
ويُصبِحَ هو ومورغان اورتاغوس المسؤولينَ عنْ ملفِّ لبنانَ؟