| تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه

#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في اللحظةِ الفاصلةِ في المنطقةِ بينَ زمنينِ،
زمنِ الإستقرارِ وزمنِ الفوضى،
جاءتْ الضَّربةُ الإسرائيليةُ للمصيلح لتوجِّهَ أكبرَ رسالةٍ للمعنيينَ في لبنانَ بأنْ لا إعمارَ ولا أمنَ ولا إستقرارَ إلاَّ إذا جُرِّدَ "الحزبُ" منْ سلاحهِ،
وإلاَّ إذا إنتشرَ الجيشُ إنتشاراً جدِّياً وحقيقيَّاً،
وإلاَّ إذا ذهبتْ الدولةُ اللبنانيةُ موحَّدةً نحوَ مفاوضاتٍ امنيَّةٍ وسياسيةٍ مع إسرائيلَ، ليتراجعَ الإحتلالُ عنْ الجنوبِ ولترسيمٍ جدِّيٍ للحدودِ، وللإنضمامِ إلى التَّسويةِ الكبرى في المنطقةِ.
ومنْ هنا، فلا إعمارَ ولا مساعداتَ ولا هباتَ دوليَّةً، إلاَّ إذا شرع لبنانُ بتنفيذِ دفترِ الشروطِ الاميركيةِ والإسرائيليةِ،
وقد سرَّعَ إتِّفاقُ غزة فصولَ الدَّفترِ ليُطلقَ جملةَ أسئلةٍ في الدَّاخلِ اللبنانيِّ عمَّا إذا كانتْ التَّسويةُ ستُفرضُ بالقوَّةِ والحربِ ام بالمفاوضاتِ الحقيقيَّةِ.
وبإستثناءِ بياناتِ الإدانةِ، لم نلحظْ أنَّ الدولةَ اللبنانيةَ الغائبةَ عنْ الجنوبِ كلِّياً (كما لحظَ تقريرُ قائدِ الجيشِ إلى مجلسِ الوزراءِ)،
بإستثناءِ خطوةٍ قامت بها امس ضدَّ إسرائيل بتقديمِ شكوى شكليَّةٍ إلى مجلسِ الامنِ،
وكأنَّها أستسلمت لِما تضمَّنتهُ ورقةُ التفاهمِ اللبنانيةِ الإسرائيليةِ الاميركيةِ لوقفِ النارِ، ولا سيَّما ببنودها السرِّيةِ.
***
عملياً:
لا إعمارَ، لا مساعداتَ ولا أتِّفاقَ مع صندوقِ النَّقدِ ولا إستثمارَ قبلَ تنفيذِ نزعِ السلاحِ الذي تبدو الخطَطُ للوصولِ إليهِ بالكاملِ طويلةً ومعقَّدةً،
فهلْ تنتظرُ إسرائيلُ ام تراهنُ على ضربةٍ كبرى لإيران بعدَ فترةٍ للإطاحةِ بالنِّظامِ، وعندها يكونُ "الحزبُ" قد قطعَ عنْ طهران..
وعندها إمَّا حربٌ حاسمةٌ ضدَّ لبنانَ، وإمَّا إستمرارٌ للنزفِ اليوميِّ بالقصفِ والإغتيالاتِ والمسيَّراتِ حتى إشعارٍ آخرَ...
***
وعليهِ.. سنبقى في دائرةِ الأزمةِ التي تدورُ على نفسِها ..
ومهما فعلَ المسؤولونَ اللبنانيونَ، إضافةً إلى الاجتماعاتِ مع صندوقِ النَّقدِ الدوليِّ في واشنطن،
فأنَّهُ محكومٌ علينا أنْ ننتظرَ، وللحصولِ على أيِّ قرشٍ أنْ نستسلمَ بالقوانينِ والتشريعاتِ وبالسلاحِ وبالسياسةِ حتى الوصولِ إلى الإنضمامِ إلى الأتِّفاقياتِ الإبراهيميَّةِ التي ستحكُمُ مفاصلَ المنطقةِ لسنواتٍ طويلةٍ.
***
وها قد فهمتْ سوريا الشرع المسألةَ وقبلها دولُ الخليجِ ومصر والعراق ويبقى للبنان،
أنْ يفهمَ الإشاراتَ الكبرى قبلَ أنْ يُقضى على ما تبقَّى...!