تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه

#الثائر
كتب رئيس تحرير موقع الثائر اكرم كمال سريوي -
لقد باتت مسألة نزع سلاح حزب الله، تطغى على كل خطابات القادة والمسؤولين في امريكا واوروبا، وبعض الدول العربية، وكذلك في لبنان.
واصبح السؤال الأول الذي يوجّه إلى المسؤولين اللبنانيين، متى ستنزعون سلاح حزب الله؟
وكذلك اصبحت هناك قناعة راسخة لدى قسم كبير من اللبنانيين، والمسؤولين الذين يزورون لبنان، أن مشكلة لبنان الوحيدة هي وجود سلاح لدى حزب الله!!!
لا يلتفت أحد إلى القانون الدولي وشرعة الامم المتحدة، وضرورة احترام سيادة لبنان، وقاعدة عدم جواز التدخل في شؤون دولة عضو في الامم المتحدة، ولها دستورها وقوانينها، ولها حق السيادة على كامل أراضيها، ولها وحدها حق تقرير نزع سلاح المقاومة من عدمه، ولها وحدها حق تقرير كيف تدافع عن أرضها، وشعبها المهدد بشكل دائم، باطماع واعتداءات إسرائيل، التي لم تتوقف منذ عام 1948.
تطلب إسرائيل اليوم من لبنان نزع سلاح حزب الله، بحجة أنه يشكّل خطراً عليها، ويتناسى العالم أن من بدأ العدوان على كل دول وشعوب المنطقة، وما زال يحتل الأرض ويعتدي كل يوم هو إسرائيل.
إسرائيل التي تثير الفوضى في المنطقة، وفق تعبير مندوبة الولايات المتحدة الامريكية في الامم المتحدة دورثي شيا،( وإن قيل عنها أنها زلت لسان، فهي تبقى الحقيقة)، وتُشكّل تهديداً دائماً لكل جيرانها، وحتى لدول بعيدة كإيران وتركيا، ولا تتورع عن انتهاك أجواء وسيادة دول عربية، وقّعت معها اتفاقات سلام.
ما تفعله إسرائيل في لبنان وسوريا هو ليس مجرد احتلال للأرض، بل هو جزء من مشروع توسعي، وعمليات قصف يومي، تهدف للقضاء على أي شكل من أشكال المقاومة أو الممانعة بوجه إسرائيل.
اليوم تطلب من لبنان نزع سلاح حزب الله، وغداً ستطلب عدم توزير، أو حتى دخول المجلس النيابي، أي شخص معارض لها، وقد تطلب حظر حزب الله وكل أحزاب الممانعة وإغلاق بعض الصحف والقنوات التلفزيونية، فمن غير المسموح وجود صوت معارض لإسرائيل في لبنان والدول العربية، وهؤلاء يتم اتهامهم بالارهاب وبمعاداة السامية، وستطلب إسرائيل محاكمتهم.
في عقول الغرب وإعلامه، إسرائيل دائماً على حق، ولها الحق بالدفاع عن نفسها، حتى لو كانت تعتدي بما تسميه ضربات استباقية، وهي تملك وكالة حصرية بحق الدفاع عن النفس، ولا يجوز لأي دولة أخرى أو شعب في المنطقة استخدام هذا الحق.
عندما تقتل إسرائيل المدنيين الابرياء والاطفال والنساء في فلسطين ولبنان وسوريا، يُقال أنها تقتل الأشرار، وعندما تقتل المقاومين الذين يحاولون مواجهة الاحتلال الاسرائيلي لأرضهم، تقول أنهم إرهابيون، وهي تكافح الإرهاب.
يبدأ التاريخ عند الإسرائيليين وحلفائهم، من أخر هجوم لجيش عربي عليها، أو من آخر عملية نفذها مقاتلو حماس أو الجهاد الاسلامي أو حزب الله، ضد جنود الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين، وعلى العرب والعالم أن ينسوا كل الجرائم والإبادة التي ارتكبتها عصابات الهاغانا الإرهابية، التي قتلت وهجرت الفلسطينيين من بيوتهم وقراهم، واستولت على أملاكهم، واغتصبت حقوقهم.
وعليهم أن ينسوا ايضاً كل الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها جنود الاحتلال كل يوم، وهدمهم لأماكن العبادة، وقصف المدارس والمستشفيات، وسرقة المنازل، فكل ذلك يدل على جيش حضاري، وديمقراطية وحيدة وفريدة في الشرق الأوسط كما يدّعي وكلاء إسرائيل في الغرب.
يحق لإسرائيل أن تسلّح شعبها وكل المستوطنين وتحتفظ بكل أنواع السلاح والذخائر في بيوت المستوطنين، وتنتهك كل المواثيق والمعاهدات الدولية، بامتلاك ترسانة هائلة من الاسلحة النووية، والكيميائية، والبيولوجية.
ويُمنع على أي مسؤول، أو منظمة دولية، أن يسألوا عن ذلك، ويمنع على أي دولة عربية أن تسلّح جيشها باسلحة حديثة، وتضمن الولايات المتحدة الامريكية، تفوّق إسرائيل الدائم على كل دول المنطقة، وعندما تقع إسرائيل في مأزق، ستأتي أمريكا لإنقاذها، كما قال ترامب منذ أيام: "تدخلنا لإنقاذ إسرائيل".
لا يمكن أن نلوم إسرائيل أو أصدقائها على ما تقوم به، أو تطلبه من لبنان، لكن السؤال كيف يصدّق البعض، أن نزع سلاح حزب الله سيوقف الاعتداءات الاسرائيلية، وسيردع إسرائيل ويمنعها من انتهاك سيادة لبنان ؟؟؟!!!!
ما هو مصدر ثقة بعض اللبنانيين بإسرائيل؟
وبغض النظر عن النقاش الدائر حول ضرورة حصر السلاح بيد الدولة وأهمية هذا الأمر، وشكل الاستراتيجية الدفاعية التي سيعتمدها لبنان، ومن هو مع ومن هو ضد.
يبقى أن ابسط مظاهر سيادة الدولة، هو عدم تدخل الخارج بشؤونها الداخلية، وأبسط قواعد الدفاع عن لبنان، عدم القبول بالإملاءات الخارجية، وعدم الموافقة على تجريده من سلاحه.
كيف يمكن للبنان القبول بحظر تسليح الجيش اللبناني، والفرض عليه نزع سلاح المقاومة؟؟؟!!!
هل هذه سيادة أم استسلام؟؟؟
أوليس ما يحدث الآن 17 أيار جديد، وأكثر بشاعة وإذلالاً؟؟؟!!!
انتظروا واعتبروا يا أولي الالباب،
مفاجآت إسرائيل وطلباتها كثيرة، واحتلال وضم جنوب الليطاني، قد تكون البداية فقط.
يقول الإسرائيليون، أن الرئيس السوري احمد الشرع سيتنازل عن الجولان وجبل الشيخ، ومطلوب من لبنان أن يحذو حذوه.