تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه

#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
منْ وراءِ البحارِ، يأتي جان إيف لودريان حاملاً رسائلَ التحذيرِ والوصايةِ التي تُذكِّرُ بالإنتدابِ الفرنسيِّ..
فرنسا التي أكلتْ صفعةً مع صفعةِ رئيسها،
تحاولُ أنْ تضربَ بيدٍ منْ حديدٍ في لبنانَ وهي التي خسرتْ كلَّ مواقعِها ونفوذها في العالمِ.
تأتي لتشترطَ على اللبنانيينَ إصلاحاتٍ قبلَ الإعمارِ، وهي بالأمسِ بالكادِ لملمتْ جراحها منْ تكسيرِ المحلاتِ والمظاهراتِ والسَّرقاتِ عِقبَ مباراةٍ رياضيةٍ.
أيُّ دولةٍ سيِّدةٍ في العالمِ تقبلُ هذا الكمَّ منْ الإملاءاتِ والشروطِ التعجيزيةِ ووضعِ العصي في الدواليبِ لتنفيذِ المطلوبِ.
وما الذي علينا فعلهُ بعدُ لنبدأ بالاعمارِ.
***
نزعُ سلاحِ حزبِ اللهِ... عظيمٌ؟ نزعُ سلاحِ المخيَّماتِ... عظيمٌ؟
قوانينُ إصلاحيةٌ وماليةٌ... عظيمٌ؟
غداً سنطالَبُ بشركاتِ تدقيقٍ ومراقبةٍ للمصاريفِ والاموالِ والهباتِ والقروضِ ولإسماءِ الموظفينَ والعمالِ والمتعهِّدينَ قبلَ أنْ نبدأ بالاعمارِ،
وبصرفِ الاموالِ منْ صندوقِ النقدِ،
وبعدها ربَّما سنُسألُ عنْ إمكانية تغييرِ آرائنا السياسيةِ..
***
هلْ نحنُ دولةٌ ام مقاطعةٌ يتنازعُ على إدارتها الفرنسيُّ والاميركيُّ والايرانيُّ والسعوديُّ والسوريُّ والالمانيُّ والبريطانيُّ. وما المطلوبُ بعدُ؟
اعمارٌ؟ أيُّ اعمارٍ؟
واساساً وبعدَ أكثرَ منْ خمسِ سنواتٍ على إنفجارِ مرفأِ بيروتَ، ماذا جرى،
وهلْ بدأتْ مرحلةُ رفعِ الرُّكامِ والنفاياتِ والحديدِ،
ونحنُ نشاهدُ كلَّ يومٍ أكواماً منْ القرفِ والحطامِ في مكانٍ يطلُّ على كلِّ السيَّاحِ والناسِ الذينَ يمرُّونَ على الاوتوسترادِ، وليستْ المسألةُ "مسألةَ إبقاءِ المكانِ للذكرى والمحاسبةِ":
إنها مسألةُ عجزٍ عنْ إدارةِ ملفٍّ ودولةٍ قرَّرتْ أنْ تسلِّمَ نفسَها للخارجِ بكلِّ قدراتها ومؤسساتِها ليتقرَّرَ عنها كلُّ شيءٍ، حتى ماذا نأكلُ وماذا نشربُ.
***
ليسَ الحقُّ على الخارجِ، الحقُّ على منْ أوصلونا إلى هنا منْ فاسدينَ وسارقينَ،
وعلى السلطةِ الحاليةِ المتهاونةِ والغارقةِ في "الترحالِ السندباديِّ" لآخرِ نفسٍ!