تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه

#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لم تكنْ ليلةُ الخميسِ الجمعة ، ليلةً عاديةً في لبنانَ، استذكرَ فيها الجميعُ كلَّ لحظاتِ المآسي والخوفِ والوجعِ والقتلِ والدمارِ على مدى اشهرِ السنةِ الماضيةِ.
حيثُ سقطَ الكثيرُ ودمِّرتْ ضاحيةُ بيروتَ الجنوبيةُ على منْ فيها..
فجأةً.. جاءَ الإنذارُ الاسرائيليُّ ليلةَ عيدِ الاضحى بإخلاءِ مناطقَ في الضاحيةِ الجنوبيةِ لبيروت والضواحي، فإذا بزحماتِ السيرِ وإطلاقِ النارِ الكثيفِ،
إستعداداً ثمَّ موجاتٌ منْ الغاراتِ العنيفةِ ذكَّرتْ بليالي الحربِ العامَ الماضي.
ليعودَ بعدها المسؤولونَ الإسرائيليونَ ليحمِّلوا الدولةَ اللبنانيةَ المسؤوليةَ عمَّا جرى.. مسؤوليةٌ؟
هلْ هناكَ سلطةٌ اساساً حتى تتحمَّلَ المسؤوليةَ؟
مضتْ اشهرٌ والحكومةُ غارقةٌ في الوعودِ الكلاميةِ لحسمِ مسألةِ السلاحِ ولم يتحرَّكْ الملفُّ شبراً واحداً.
يتحدَّثُ رئيسُ الجمهوريةِ عنْ حوارٍ ولكنْ أينَ وبماذا نفعَ وإلى أينَ اوصلَ؟
لا نعرفُ.. ملفٌّ خطيرٌ بهذهِ الأهميةِ نقاربهُ بخفَّةٍ مع دولةٍ ليستْ بحاجةٍ إلى أعذارٍ وهي تقتنصُ الفرصَ للإنقضاضِ،
والأنكى أنْ لا وجودَ فعلياً للجنةِ تنسيقٍ امنيةٍ لبنانيةٍ دوليةٍ، حيثُ لجأ إليها الجيشُ اللبنانيُّ في محاولةٍ ليقومَ هو بمهمةِ الإستقصاءِ عنْ السلاحِ والمسيَّراتِ في الاماكنِ المستهدفةِ، لكنَّ الإسرائيليَّ لم يكترثْ.
***
ها نحنُ على عتبةِ الصيفِ والاعيادِ والسياحةِ،
نُطلُّ على العالمِ بابشعِ صورةٍ عنْ بلدنا الغارقِ في القصفِ والموتِ والعتمةِ والقلقِ والهجرةِ والفقرِ والنفاياتِ والبطالةِ،
والمقهرُ أنَّ العملياتَ الإسرائيليةَ جاءتْ بعدَ أقلَّ منْ ساعتينِ،
على إحتفاليةِ نواف سلام بمئةِ يومٍ منْ عمرِ حكومتهِ، وكأنهُ يقدِّمُ بيانَ إستعراضٍ بما أنجزهُ وهو لم ينجزْ، ويدينُ كلَّ ما جرى بالماضي.
***
مهلاً دولةَ الرئيسِ،
أنتمْ لم تنجزوا شيئاً وكانَ الاحرى بكمْ أنْ تجنَّبوا اللبنانيينَ بالأمسِ صدماتَ القذائفِ الليليةِ والغاراتَ التي سُمعتْ منْ اماكنَ بعيدةٍ.
هلْ سمعتها يا دولةَ الرئيسِ؟
وهلْ يمكنكَ الحديثُ بعدُ عنْ إنجازاتِ مئةِ يومٍ بعدَ أقلَّ منْ مئةِ دقيقةٍ على كلامكمْ؟
عيد اضحى مبارك!
أعادهُ اللهُ عزَّ وجلَّ على قرَّائي أحبَّائي الاوفياءِ بكلِّ الخيرِ واليمنِ والبركاتِ.
أعودُ إليكمْ صباحَ الثلاثاءِ بإذنِ الربِّ!