تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه

#الثائر
كتبت يارينا ناغو
في 1 حزيران 2025، نفذت أجهزة الاستخبارات الأوكرانية على الأراضي الروسية، عملية خاصة تاريخية ورمزية واستثنائية تحمل اسم "شبكة العنكبوت"، أثارت صدمة بجرأتها ليس فقط لدى الروس حيث تسببت لهم بخسائر معنوية وعسكرية تقدّر بـ7 مليارات دولار – بل لدى العالم بأسره أيضًا.
تكمن فرادة هذا الحدث في كونه المرة الأولى التي تتمكن فيها دولة غير نووية، من تدمير وإلحاق أضرار بطيران العدو الاستراتيجي في مواقع تمركزه، والذي يُعد جزءًا من "ثالوثه النووي".
وقد أصبح من المعروف أن عدد الطائرات المتضررة بلغ 40 طائرة، أي ما يعادل 34% من حاملات الصواريخ.
أما الرمزية التاريخية للعملية، فتكمن في أن أوكرانيا كانت قد سلّمت في 1 حزيران 1996، ضمن إطار نزع السلاح النووي، قاذفاتها الاستراتيجية إلى الاتحاد الروسي، وهو أحد الموقعين والضامنين لمذكرة بودابست الشهيرة، قبل أن ينقض عليها لاحقًا ويشن حربًا غادرة على الدولة التي وعد بحمايتها.
وما يُضفي طابعًا استثنائيًا على هذه العملية هو أسلوب التنفيذ: فقد أظهرت الاستخبارات الأوكرانية ما هو شكل "حصان طروادة" الحديث، وكشفت الستار عن تحضيرات ضخمة استمرت على مدار عام ونصف، نُفّذت تحت أنف جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB)، باستخدام شاحنات محمّلة بطائرات مسيّرة تم التحكم بها من الأراضي الأوكرانية على يد خبراء أوكرانيين.
(من الجدير ذكره أن جميع المشاركين في التحضير للعملية، تم إخراجهم في الوقت المناسب من الأراضي الروسية.
وبينما تواصل روسيا استهداف "أهدافها الاستراتيجية" من مبانٍ سكنية أوكرانية، ومحطات ترولي باص، ومستشفيات، ومدارس… تقوم أوكرانيا، وعلى مرأى من العالم، بتدمير طيران العدو العتيق ولكن القاتل.
لقد أثبتت عملية "شبكة العنكبوت" أن لأوكرانيا أوراقًا رابحة وأنها تعرف جيدًا كيف تستخدمها.