تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه

#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كم هو عبثيٌّ مشهدُ بعضِ التلفزيوناتِ تستعيدُ صوراً وفيديوهاتٍ منْ زمنِ تحريرِ الجنوبِ في عام 2000، وبينَ الاخبارِ الموزَّعةِ في الذكرى في ايار 2025،
عنْ قيامِ الاسرائيليينَ بالتوغُّلِ منْ جديدٍ في ميس الجبل ليلَ الاثنينِ وبجرفِ بعضِ المنازلِ،
بعدَ ليلٍ ونهارٍ طويلينِ منْ الغاراتِ في بعلبك وعلى إيقاعِ المسيَّراتِ التي عادتْ تحلِّقُ في العاصمةِ والضواحي.
ولعلَّ السؤالَ:
لماذا لم يكتفِ "الحزبُ" يومها بتحريرِ الجنوبِ، ويكونُ سجَّلَ اوَّلَ إنتصارٍ لمقاومةٍ في التاريخِ على اسرائيلَ،
ولماذا منْ يومها لم يُجنِّبْ لبنانَ كأسَ الإحتلالِ مرَّةً ثانيةً والتَّدميرَ الأعنفَ في تاريخِ البلادِ لمحافظةٍ بكاملها إضافةً إلى البقاعِ.
والواضحُ أنَّ "الحزبَ" لم يتعلَّمْ الدرسَ،
وها هو، وهو يبدأُ حوارهُ العلنيَّ مع رئيسِ الجمهوريةِ حولَ السلاحِ،
يردُّ منْ بعبدا على رئيسِ الحكومةِ الذي تحدَّثَ تلفزيونياً عنْ حصريةِ السلاحِ بيدِ الدولةِ وعنْ إنتهاءِ محورِ ايرانَ وعنْ البيانِ الوزاريِّ الذي وافقَ عليهِ وزراءُ "الحزبِ"...
***
إذاً.. أينَ المشكلةُ؟
وهلْ اللقاءُ المصوَّرُ إعلامياً في قصرِ بعبدا قصدَ منهُ رئيسُ البلادِ القولَ أنَّ الحوارَ بدأ،
فيما "الحزبُ" لا يتحدَّثُ عنْ مهلةٍ زمنيةٍ،
وإذا كانَ الامرُ كذلكَ على طريقةِ "عنزة ولو طارتْ" فلِمَ المكابرةُ؟
فلتقلْ الاشياءُ بشكلٍ علنيٍّ ومباشرٍ:
فليعلنْ "الحزبُ" أنهُ لا يريدُ تسليمَ السلاحِ، ولتعلنْ الرئاسةُ أنها امامَ بابٍ مقفلٍ في موضوعِ السلاحِ وحصريَّتهِ..
ولكنْ إلى متى؟
وهلْ منْ مصلحةِ "الحزبِ" أنْ يُبقي لاسرائيلَ ذريعةً في الإحتلالِ،
وفي المقابلِ هلْ منْ مصلحةِ اسرائيل أنْ تُبقي ذرائعَ لحزبِ اللهِ للإبقاءِ على السلاحِ فيما هي تواصلُ إحتلالَها كما خروقاتها الجويةَ والبريةَ والأغتيالاتَ أينما كانَ.
***
ستنقضي اوَّلُ ستةِ اشهرٍ منْ رئاسةِ الجمهوريةِ او منْ العهدِ الجديدٍ وأزمةُ السلاحِ كما الاعمارُ عالقةٌ،
فيما الأنجازُ الوحيدُ الذي تتغنَّى فيهِ السلطةُ هو ما يريدهُ المجتمعُ الدوليُّ منْ قوانينَ تحتَ الوصايةِ،
وصولاً إلى الانتخاباتِ البلديةِ وفيها ما فيها منْ شوائبَ.
إلى أينَ وإلى متى منْ هنا؟