تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه

#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لا نعرفُ كيفَ وبأيَّةِ أجواءٍ ستجري الانتخاباتُ البلديةُ اليومَ جنوباً، إنْ لناحيةِ مشاركةِ الناسِ بعدَ تزكيةِ العديدِ منْ البلدياتِ، وإنْ منْ الناحيةِ الامنيةِ بعدَ سلسلةِ العملياتِ العسكريةِ الإسرائيليةِ،
التي هدفها القولُ أنَّ اسرائيلَ لنْ تسمحَ لمناصري ومقاتلي حزبِ اللهِ ولو بلباسٍ مدنيٍّ التنقلَ جنوباً،
وبأنْ تكونَ لديهمْ حريةُ الحركةِ إقتراعاً وتصويتاً وترشُّحاً وتأثيراً على العمليةِ الانتخابيةِ.
اليومَ الجولةُ الاخيرةُ منْ الانتخاباتِ البلديةِ لنعودَ بعدها ونبدأَ جولاتِ النقاشاتِ حولَ التشكيلاتِ الديبلوماسيةِ والقضائيةِ ومشاريعَ قوانينِ الانتخاباتِ،
والتي منْ الواضحِ أنها ستشهدُ إنقساماتٍ حادةً على صعيدِ الاصواتِ التفضيليةِ،
وحتى على صعيدِ إقتراعِ المغتربينَ، وتوزيعِ الدوائرِ والمناطقِ الانتخابيةِ.
***
وفي الإنتظارِ ثمَّةَ ملفَّاتٌ حيويةٌ تُصيبُ المواطنينَ وتبدو الحكومةُ عاجزةً امامها وأبرزها النقاشاتُ الدائرةُ على صعيدِ الحدِّ الأدنى للاجورِ في القطاعِ الخاصِ،
والذي سيفضحُ في كلِّ الحالاتِ اوضاعَ موظفي القطاعِ العامِ والعسكريينَ حيثُ تبدو الارقامُ رغمَ كلِّ الزياداتِ مذلةً ومهينةً.
فكيفَ يمكنُ لعسكريٍّ مثلاً أنْ يكونَ راتبهُ 200 دولار وأنْ ينتظرَ منحةَ المئةِ دولارٍ القطريةَ،
وحتى بالنسبةِ للقطاعِ الخاصِ الذي يبقى الدعامةَ الأساسيةَ للبلادِ رغمَ محاولاتِ ضربهِ،
فهلْ منْ قدرةٍ لديهِ على دفعِ رواتبَ عاليةٍ تتخطى المقبولَ كما يطالبُ الاتحادُ العماليُّ العامُ.
***
نحنُ في أزمةٍ جدِّيةٍ وخطيرةٍ والمُبكي أننا نقفُ تحتَ شروطٍ تعجيزيةٍ منْ المجتمعِ الدوليِّ،
فإما نزعُ سلاحٍ وتطبيعٍ وإصلاحاتٍ ماليةٍ وغيرها، وإلاَّ فلا قرشَ يدخلُ إلى البلادِ..
فما هو المخرجُ، وهلْ بالإمكانِ بعدُ أنْ ننتظرَ مساوماتٍ وحواراتٍ وطلعاتٍ ونزلاتٍ وخزعبلاتٍ كلاميةٍ فيما القرارُ واضحٌ:
"دولةٌ او لا دولةٌ.. وإذا وقَّعتمْ السلامَ فانتظروا الإستثماراتَ بالملياراتِ وعندها لا حاجةَ لصندوقِ النقدِ الدوليِّ".
أيَّ خيارٍ نأخذهُ؟ ومَنْ لديهِ الشجاعةُ لإتخاذِ هذا القرارِ؟
هنا الأزمةُ!