تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه

#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كمْ بدونا بمقرَّراتِ مجلسِ وزرائنا أقربَ إلى صفوفِ الحضانةِ مقارنةً مع ما يجري في المنطقةِ.
وقد صارَ تعيينُ رئيسٍ لمجلسِ الإنماءِ والاعمارِ إنجازاً تاريخياً بعدما ذهبتْ سيرتهُ الذاتيةُ إلى باريس وواشنطن والرياض،
وبعدما صارَ خبرُ إقالةِ محافظِ الشمالِ حدثاً تاريخياً يجبُ أنْ نصفِّقَ لرئيسِ الحكومةِ عليهِ، علماً أننا لم نفهمْ السَّبَبَ الحقيقيَّ لهذهِ الإقالةِ او للوضعِ بالتصرُّفِ،
وهي تأتي بعدَ الفوضى التي أعترتْ عملياتَ الفرزِ في طرابلس والتي بالكادِ أنتهتْ مساءَ الاربعاءِ
مع عدمِ وجودِ أيِّ مسيحيٍّ في المجلسِ البلديِّ وبالكادِ "ربحَ علويٌّ"..
وهذا ما قد ينعكسُ تماماً على الانتخاباتِ البلديةِ في بيروت،إمَّا سلباً وإمَّا إيجاباً.
***
لماذا بَدونا صغاراً امامَ ما يجري في المنطقةِ؟
لأنَّ الجميعَ كانَ حاضراً إلاَّ نحنُ، وكانَ القرارُ عنَّا في غيابنا،
ولأنَّ سوريا الجديدةَ ستحلُّ مكانَ لبنانَ الماضي،
ومَنْ يعلمُ فقد يُحكَمُ لبنانُ عربياً منْ سوريا المدلَّلةِ اميركياً وخليجياً،
وهي موعودةٌ برفعِ العقوباتِ وبسلَّةٍ منْ المساعداتِ والهباتِ والإستثماراتِ،
وقد بدا الرئيسُ الشرعُ مرتاحاً في لقاءِ الثلاثِ وثلاثينَ دقيقةً وفيَّاً لِمنْ أوصلوهُ حيثُ نَدَرَ الوفاءُ،
ومتساهلاً حيالَ كلِّ ما طرحَ عليهِ منْ قِبَلِ ترامب ومستعدَّاً لأيِّ امرٍ حتى السلامَ مع اسرائيل..
نعم السلامُ مع اسرائيل، ونحنُ لا نزالُ نلاحِقُ قضائياً صحافياً يعملُ في الخليجِ يقابلُ صحافياً إسرائيلياً على الهواءِ..
***
يحقُّ للآخرينَ كلُّ شيءٍ، امَّا نحنُ فندفعُ عنْ الآخرينَ كلَّ الأثمانِ.. في لحظةٍ تاريخيةٍ يلتقي فيها الكبارُ بينَ الرياض وقطر،
امَّا نحنُ فجولاتُ مسؤولينا مخصَّصةٌ للمجاملاتِ والبروتوكول..
ولعلَّ السؤالَ:ما دُمنا على تنسيقٍ يوميٍّ تامٍّ مع الإدارةِ الاميركيةِ كما قالَ ترامب، فلماذا لم نُدعَ إلى الرياض،
ولماذا لم يبحثْ معنا مصيرُ الفلسطينيينَ عندنا، والنازحينَ السوريينَ الذينَ صارَ بإمكانهمْ العودةُ الآنَ مع رفعِ العقوباتِ؟
ولماذا، وما دامَ الجميعُ ذاهباً في قطارِ السلامِ، لم نُسألْ عنْ رأينا في هذا الملفِّ،
وهلْ صارَ لبنانُ على قارعةِ طريقِ البلدانِ ومأوى للهاربينَ والارهابيينَ ومكاناً للبؤسِ،
ام بإمكانهِ مع التحوُّلاتِ الكبيرةِ أنْ يسيرَ بشجاعةٍ وبشروطهِ نحوَ السلامِ الحقيقيِّ الآتي لا محالةَ..
فلماذا يفوتُنا القطارُ كما كلِّ مرَّةٍ؟