تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه

#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في "عكار" يُقتلُ طفلٌ بإطلاقِ نارٍ إبتهاجيٍّ بالنتائجِ التي صدرتْ في إحدى البلدياتِ فيما اصيبَ شخصٌ آخرُ في الضنيةِ للسبَّبِ ذاتهِ.
هكذا، وبكلِّ بساطةٍ للأسفِ،
وبعدَ نهارٍ طويلٍ منْ الإشكالاتِ والحوادثِ والتكسيرِ يأتي الخبرُ ظالماً ومفجعاً ومقلقاً ليتوِّجَ منتصفَ ليلِ الاحدِ الاثنينِ،
بخبرِ إصابةِ احدى المراسلاتِ برصاصةٍ طائشةٍ عندَ خروجها منْ تغطيةِ الانتخاباتِ في طرابلس،
التي ومنذُ لحظةِ بدءِ الفرزِ ولغايةِ ساعاتِ الفجرِ الاولى لم تتوقَّفْ عملياتُ إطلاقِ الرصاصِ فيها، وهي مدينةٌ،
للأسفِ تشهدُ منذُ أكثرَ منْ ثلاثِ سنواتٍ حوادثَ امنيةً متتاليةً منْ دونِ أنْ تضعَ أيُّ حكومةٍ خطَّةً للإستقرارِ فيها ولتثبيتِ الامنِ.
***
فعنْ أيِّ دولةٍ نتحدَّثُ طالما أننا غيرُ قادرينَ حتى الساعةَ على ضبطِ السلاحِ الصغيرِ المتفلِّتِ بينَ الناسِ،
فكيفَ سنتمكَّنُ منْ ضبطِ وسحبِ ونزعِ السلاحِ الكبيرِ جنوبَ وشمالَ الليطاني،
وفي بيروتَ والبقاعِ والمخيَّماتِ الفلسطينيةِ والمناطقِ الخارجةِ بكاملها عنْ سيطرةِ الدولةِ،
وإذا كانَ القضاءُ متساهلاً مع كلِّ مطلقي النارِ سابقاً،
بحيثُ يتمُّ إطلاقُ سراحِهمْ مهما ارتكبوا، ويُعادُ تسليمُهمْ بطاقاتِ حملِ سلاحٍ فرديٍّ او مختلفٍ (والمختلفُ يعني أنَّ بإمكانهِ حملُ أيِّ سلاحٍ)،
فمنْ هي السلطةُ القادرةُ اليومَ على ملاحقةٍ جدِّيةٍ لتسليمِ السلاحِ او نزعهِ، في غيابِ أيِّ قرارٍ سياسيٍّ كبيرٍ،
هلْ لدى الجيشُ اللبنانيُّ القدرةُ على القيامِ بهذهِ العملياتِ وما هي حدودها، وما هو سقفها،
وهلْ السلاحُ الخفيفُ في منازلِ جنوبِ الليطاني يُعتبرُ سلاحاً حزبياً مثلاً، ام سلاحاً فردياً؟ هذا على سبيلِ المثالِ..
***
ما نريدُ قولُهُ أنَّ مسارَ عودةِ الدولةِ وقيامها وهيبتها طويلٌ... وما مشاهدُ "التخلُّفِ" في الاحداثِ التي رافقتْ الانتخاباتَ البلديةَ في الشمالِ وحفلاتِ إطلاقِ الرصاصِ العشوائيِّ،
إلاَّ دليلٌ إضافيٌّ على غيابِ الدولةِ!