تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه

#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
يقولُ وزيرُ الماليةِ ياسين جابر الذي أنتقلَ منْ عباءةِ حركةِ امل ليصبحَ مفوَّضاً لصندوقِ النقدِ لدى لبنانَ (للأسفِ) "أنَّ القوانينَ الإصلاحيةَ تهدفُ،
إلى إحياءِ القطاعِ المصرفيِّ وليسَ ضربهُ كما يشاعُ"...
لكنَّ التدقيقَ في حقائقِ الامورِ يشيرُ وكأنَّ وزيرَ الماليةِ مع مجموعةٍ "غريبةٍ عجيبةٍ" محيطةٍ بهِ وبرئيسِ الحكومةِ، ينفِّذانِ اجاندا صندوقُ النقدِ الدوليِّ الذي يعملُ منذُ البدايةِ،
ومنذُ ما قبلَ الأزمةِ حتى على شطبِ ودائعِ الناسِ والإطاحةِ بالمصارفِ اللبنانيةِ لمصلحةِ مصارفَ خارجيةٍ.
وما شيطنةُ المصارفِ إلى هذهِ الدرجةِ (وبعضُ الكلامِ مقبولٌ هنا اساساً) إلاَّ في إطارِ العملِ على الإطاحةِ بالقطاعِ،
عبرَ إستخدامِ كلِّ الاساليبِ وعرقلةِ كلِّ الأفكارِ الجديدةِ لمصلحةِ الأتيانِ بمصارفَ خارجيةٍ،
او للابقاءِ على المصارفِ الكبيرةِ التي ارتكبتْ كما ارتكبَ غيرها لكنَّها ربَّما تشاركُ اليومَ عنْ سابقِ تصوُّرٍ وتصميمٍ في مؤامرةِ إلغاءِ بعضها البعضَ.
***
نعمُ نحنُ امامَ تكاذبٍ كبيرٍ تحتَ عنوانِ الإصلاحاتِ فيما يبدو أنَّ المطلوبَ إلغاءُ دورِ البلادِ في المنطقةِ .. فكما تتمُّ محاولاتُ تفتيتِ وتقسيمِ سوريا بعدَ العراقِ، وكما تمَّ القضاءُ على فلسطين وقضيتها،
جاءَ دورُ لبنانَ ليصبحَ بلداً لا دورَ لهُ ولا رسالةَ ولا خدماتَ... بلدٌ لا يزعجُ الجوارَ ولا يُقدِّمُ ولا يؤخِّرُ..
اليومَ.. نحنُ امامَ أزمةٍ نقدِّمُ فيها التنازلاتَ واوراقَ الاعتمادِ للمجتمعِ الدوليِّ الذي لم يعطنا شيئاً حتى الساعةَ .. إلاَّ الوعودَ والشروطَ.
***
امَّا الاموالُ فستأتي مشروطةً على شكلِ قروضٍ وليسَ هباتٍ.
وفوقَ ذلكَ كلِّهِ.. الدولةُ التي ارتكبتْ وسرقتْ وهدرتْ لا تتحمَّلُ أيَّ مسؤوليةٍ،
بلْ تريدُ أن تقهرَ الجميعَ حتى اليومَ..
على عكسِ ما يتشدَّقُ بهِ الكثرُ و"يبيِّضونَ الوجوهَ" فإنَّ الناسَ لم تلمسْ شيئاً جوهرياً تغيَّرَ على صعيدِ حياتها اليوميةِ..
وصولاً إلى أزمةِ السيادةِ والسلاحِ التي لا تزالُ رهينةَ الوعودِ بالحواراتِ وبالآليَّاتِ والإستراتيجيَّاتِ،
ولا نزالُ دولةً "نشحذُ" منْ الدُّولِ أنْ تقبلَ بالسَّماحِ لرعاياها وأبنائها بالسياحةِ في بلدنا وليسَ الإستثمارُ فيهِ.
فماذا تغيَّرَ؟ وماذا فعلنا؟ وماذا سنفعلُ؟
***
بدأتْ الامورُ الجدِّيةُ وأنتهتْ فرحةُ الوصولِ،
فحانَ وقتُ المحاسبةِ!