تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه

#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
تختلطُ أخبارُ الفرحِ اللبنانيةِ بينَ الاحتفالِ "الورقيِّ" حتى الساعةَ ببدءِ توافدِ السيَّاحِ الخليجيينَ وبينَ التوقُّعاتِ بصيفٍ واعدٍ يكونُ "عرساً لبنانياً حقيقياً" يحتفلُ فيهِ الجميعُ بجمهوريةِ افلاطون الموعودةِ.
وكأنَّ الامورَ تبدَّلتْ بينَ ليلةٍ وضحاها وصارتْ البلادُ فردوساً حقيقياً تأتي إليهِ الطائراتُ الخاصَّةُ وتقفُ بالصُّفوفِ والارتالِ امامَ مكاتبِ الامنِ العامِ لختمِ الجوازاتِ.
مهلاً.. مهلاً هلْ نسيتمْ أننا ما زلنا بلداً تحتَ النارِ وتحتَ أزيزِ المسيَّراتِ الاسرائيليةِ وننامُ ونفيقُ على وقعِ اخبارِ الإغتيالاتِ والتحذيراتِ والرسائلِ الأمنيةِ المتواصلةِ؟
هلْ نسيَتمْ أنَّ اسرائيلَ تستمرُّ بحربها منْ سوريا إلى غزة إلى اليمن إلى لبنانَ الذي ما زالَ محتلاً وما زالَ عرضةً للتهديدِ،
او حتى للاجتياحِ البريِّ في أيِّ لحظةٍ ما دُمنا لم نتوصَّلْ بعدُ لأيِّ توافقٍ حولَ السلاحِ وآليَّةِ الإنتهاءِ منهُ جنوبَ الليطاني او شمالَ الليطاني،
وما دامَ الاسرائيليُّ يقصفُ بيوتاً وبيوتاً جاهزةً ويعرفُ الشاردةَ والواردةَ ...
فكيفَ نَطمُّئِنُ نحنُ قبلَ أنْ نُطمئِنَ الآخرينَ؟
***
وهلْ يتحمَّلُ لبنانُ بعدُ خضَّاتٍ و"طلعاتٍ ونزلاتٍ" مع السيَّاحِ وحتى مع المغتربينَ.
علينا أنْ نكونَ صادقينَ مع أنفسنا قبلَ أيِّ امرٍ آخرَ،
وأنْ نبدأ بإبرازِ علاماتِ تقدُّمٍ وجدِّيةِ في معالجةِ كلِّ امورنا منْ الحدودِ إلى السلاحِ إلى البنيةِ التحتيَّةِ وصولاً إلى أزماتِ البيئةِ،
التي باتَ الأخوةُ الخليجيونَ قبلَ الآخرينَ يبحثونَ عنها ويسألونَ عنْ نظافةِ المياهِ وسلامتها،
وعنْ سلامةِ مياهِ البحرِ وعنْ مدى تلوُّثِ الهواءِ،
وعنْ ضمانِ عدمِ إختلاطِ المياهِ الآسنةِ بمياهِ الشفةِ...
***
هلْ نحنُ جاهزونَ للاجابةِ عنْ كلِّ هذهِ الأسئلةِ الصعبةِ،
والتي ينتظرنا العالمُ كلُّهُ في اوَّلِ إختبارٍ جدِّيٍ لهيبةِ السلطاتِ الجديدةِ؟