تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه

#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ما حفظناهُ ليلةَ الاحدِ، وفورَ بدءِ فرزِ نتائجِ الانتخاباتِ البلديَّةِ في جبلِ لبنانَ، أنَّ أغلبيَّةَ رؤساءِ الكتلِ والاحزابِ وحتى النوابِ تحوَّلوا أبطالاً ودعاةَ تحريرِ الشعوبِ في جبلِ لبنانَ حتى منذُ زمنِ الإحتلالِ العثمانيِّ،
وسمعنا كلاماً كبيراً كأنَّ ما جرى هو جولةُ معاركَ في الحربِ العالميَّةِ الثانيةِ او شيئاً ما يشبهُ إنزالَ النورماندي التاريخيِّ.
الجميعُ أدَّعى بطولاتٍ، الجميعُ تحدَّثَ عنْ مزاجِ الرأيِّ العامِ،
الجميعُ تحدَّثَ عنْ هزائمَ لحقتْ بالتيارِ الوطنيِّ الحرِّ في كثيرٍ منْ مناطقَ فيما همْ أنفسهمْ منْ يتحدَّثونَ عنْ هذهِ البطولاتِ، كانوا شركاءَ للتيارِ الوطنيِّ الحرِّ في بعضِ اللوائحِ وفي بعضِ المناطقِ.
ضجرنا منْ البطولاتِ والمعاركِ وليفهمَ هؤلاءُ أنَّ معركتهمْ الأساسيَّةَ،
يجبُ أنْ تكونَ منْ اجلِ الرَّغيفِ ومنْ اجلِ العاطلينَ عنْ العملِ في هذهِ البلداتِ،
ومَنْ اجلِ نظامِ رعايةٍ صحيٍّ متطوِّرٍ ومَنْ اجلِ عدالةٍ إجتماعيةٍ غائبةٍ.
***
واساساً: ما دخلُ البلدياتِ بالسياسةِ، ولماذا أردنا أنْ نسيِّسَ نتائجَ البلدياتِ بدلَ أنْ لا نتعاطى كسياسيينَ فيها ونتركَ الناسَ تقرِّرُ مجالسها البلديَّةَ بأيديها.
لكنْ فعلاً ما دخلتْ السياسةُ مكاناً إلاَّ وأفسدتهُ،
وها هي مَنْ خلالِ الانتخاباتِ البلديَّةِ في جولتها الأولى تُكشِّرُ عنْ أنيابِ السياسيينَ الذينَ "فكرهمْ" أنَّهمْ سيستعملونَ البلدياتَ جسورَ عبورٍ لهمْ إلى النيابةِ وكمْ همْ مخطئونَ.
***
في أيِّ حالٍ سيتسلَّى باعةُ المفرقعاتِ الناريةِ و"محلاتُ البقلاوةِ"،
وغداً سيكتشفُ أعضاءُ المجالسِ البلديَّةِ خلوَّ الصناديقِ منْ الاموالِ، فكيفَ سيعملونَ؟
هلْ يسرقونَ لا سمحَ اللهُ؟