تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه

#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
وكأنَّ يداً سحريَّةً تُحرِّكُ البلادَ لإتخاذِ القراراتِ وإنجازِ القوانينِ وتوقيعها ونشرها حتى بالجريدةِ الرسميةِ بسرعةٍ قياسيةٍ لا سابقةَ لها في التاريخِ الحديثِ،
فهلْ كانَ اللبنانيونَ بحاجةٍ إلى عصا الخارجِ حتى يتحرَّكوا ام أنَّ منْ جاءَ بهمْ الخارجُ والدُّولُ والقناصلُ والسفراءُ والموفدونَ تحوَّلوا إلى سفراءَ لهذا الخارجِ ينفِّذونَ ما يُطلبُ منهمْ او ما أتوا منْ أجلهِ.
لماذا إذاً لمْ نبدأ بكلِّ القوانينِ قبلَ سنواتٍ،
ولماذا لم نُشرِّعْ قبلَ سنواتٍ،
ولماذا لم يتحرَّكْ ملفُّ تحقيقاتِ المرفأِ منْ جديدٍ إلاَّ اليومَ.
***
وهلْ قالَ لنا احدٌ كيفَ وعلى أيِّ اساسٍ عادَ القاضي طارق البيطار إلى التحقيقِ، وثمَّةَ قراراتٌ متَّخذةٌ بعزلهِ او برفعِ يدهِ عنْ الملفَّاتِ؟
وإستطراداً هلْ هناكَ منْ يقولُ لنا لماذا تمَّ توقيفُ موظفينَ صغارٍ وضباطٍ صغارٍ لمدَّةِ ثلاثِ سنواتٍ وأفرجَ عنهمْ منْ دونِ أنْ يُعرفَ كيفَ ولماذا؟
فيما حتى الساعةَ كلُّ الذينَ حقَّقَ معهمْ منْ جديدٍ القاضي بيطار وهمْ وزراءُ سابقونَ وضباطٌ كبارٌ وقادةُ اجهزةٍ امنيةٍ ورئيسُ حكومةٍ سابقٌ لم يتمَّ توقيفُهمْ ولو للحظةٍ.
فلماذا ما جازَ بالأمسِ لا يجوزُ اليومَ؟ وهلْ الموظفونَ الصغارُ همْ الذينَ فجَّروا المرفأ او سهَّلوا دخولَ نيتراتِ الامونيوم؟
***
إنها أسئلةٌ حقيقيةٌ يجبُ أنْ تُطرحَ على ملفٍّ، وفي ملفٍّ تحرَّكتْ فيهِ السياسةُ حتى آخرَ نفسٍ وعادَ منْ جديدٍ "بالنَّبضِ الدوليِّ" الذي يدورُ في فلكهِ لبنانُ. وعليهِ..
فمنْ يقولُ لنا أينَ الحقائقُ في كلِّ الملفَّاتِ منْ أمنيةٍ واقتصاديةٍ وماليةٍ ونقديةٍ ومصرفيَّةٍ، وهلْ ما نسمعهُ صحيحٌ ام كلُّهُ خاطىءٌ يُحرِّكهُ الخارجُ تبعاً لإهوائهِ ورغباتهِ؟
نعيشُ اوهامَ الحقائقِ الضائعةِ منذُ سنواتٍ، ووسطَ كلِّ الضَّجيجِ الذي يجري حولنا وجنونِ وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ وحجمِ الإتهاماتِ وأخبارِ الصفقاتِ والسمسراتِ والرشاوى لم نعدْ نعرفُ كيفَ وماذا نصدِّقُ؟
هلْ مَنْ يدلُّنا على الحقيقةِ؟