تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه

#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ينطوي اسبوعُ الآلامِ اللبنانيِّ على بصيصِ نورٍ في فجرِ القيامةِ، وهو قرارُ مجلسِ الوزراءِ بسطُ سلطةِ الدولةِ على الجنوبِ وكاملِ الاراضي اللبنانيةِ،
وهو قرارٌ مقرونٌ بالأفعالِ والفيديوهاتِ يُعيدنا إلى مرحلةِ العزِّ اللبنانيةِ إذا طُبِّقَ،
ويعيدنا إلى مرحلةِ ما قبلَ المقاومةِ الفلسطينيةِ المسلَّحةِ التي أستعملتْ لبنانَ ساحةً واستباحتْ سيادةَ البلادِ وحدودَها وقوانينَ وشرَّعتْ كلَّ الممنوعاتِ وفتحتْ البابَ امامَ سرديَّاتِ المقاوماتِ الاخرى الشيوعيةِ والقوميةِ والاسلاميةِ وغيرها.. وصرنا بلداً فالتاً ..
اليومَ نشعرُ وكأننا امامَ حقبةٍ جديدةٍ تُكتبُ فصولها في عهدِ ترامب،
وبعدَ سقوطِ محاورِ "الممانعةِ" منْ دمشق إلى فلسطين فايران.
وطبعاً لا يُمكننا أنْ نصفها بأنها محاورُ "المقاومةِ والصمودِ" لأنها كانتْ تنفذُ اجانداتَها على اراضي غيرها وعلى حسابِ شعوبٍ اخرى وإستقرارها.
***
ومع انتخابِ جوزف عون رئيساً،
شعرنا وكأنَّ فصلاً جديداً منْ فصولِ السيادةِ قد بدأ، وأنَّ "دربَ الجلجلةِ" الطويلةِ صارتْ إلى نهايةٍ، وأنَّ قيامةَ البلادِ صارتْ امراً واقعاً ولا يمكنُ التشكيكُ بها.
والوقائعُ تثبتُ ذلكَ منْ خلالِ بدءِ إستعادةِ الجنوبِ، فالسيطرةُ على المطارِ وطريقهِ، المرفأِ ومؤسساتهِ. بدءُ ضبطِ المعابرِ والحدودِ، وغيرها وغيرها.
إنها بدايةُ مسارٍ معبَّدٍ بالتعقيداتِ، أكيدٍ ، لكنَّهُ بدأ.
***
ولكنَّ الأهمَّ أنْ يكونَ اللبنانيونَ اسيادَ قراراتهمْ فعلياً ولا يكونوا منفذينَ وادواتٍ تبصمُ وتحقِّقُ أحقادها وتصفيةَ حساباتِها في الداخلِ تحتَ غطاءِ مطالبِ المجتمعِ الدوليِّ،
وقد أثبتتْ تجاربُ التشريعِ في مجلسي النوابِ والوزراءِ في الايامِ الماضيةِ، كيفَ تحوَّلَ بعضُ النوابِ وبعضُ الوزراءِ إلى أدواتٍ تنفذُ اوامرَ الجمعياتِ والسفاراتِ والدُّولِ ولا تعترضُ.
أفليسَ هذا دوساً على مفاهيمِ السيادةِ التي يتوقُ إليها الناسُ والتي بنى العهدُ عليها خطابَهُ.
فحذارِ التفريطُ بسيادةِ التشريعِ، بعدما حرَّرنا الارضَ منْ السلاحِ!
بمناسبةِ عيدِ الفصحِ المجيدِ لدى جميعِ الطوائفِ المسيحيةِ.
اعايدكمْ قرَّائي أحبَّائي وأطلبُ منْ الربِّ أنْ تكونَ قيامةُ لبنانَ عبرَ طريقِ الجلجلةِ، ونسترجعُ الفرحَ في قلوبنا.
أعودُ اليكمْ الاثنينَ مساءً - صباحَ الثلاثاءِ، وكلي آملٌ ورجاءٌ وإستمرارٌ ومثابرةٌ بالكتابةِ المسؤولةِ لنصلَ سوياً ولو بعدَ حينٍ إلى لبنانَ الذي نعرفهُ.