تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه

#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بدتْ إطلالةُ رئيسِ حكومةِ تصريفِ الاعمالِ نجيب ميقاتي الوداعيةُ إنْ في السرايا الحكوميِّ او على التلفزيون،
وكأنها إطلالاتُ إستعراضٍ بكائيةٍ ولا تخلو منْ الشماتةِ، كما منْ الدفاعِ عنْ النفسِ وعما آلتْ إليهِ اوضاعُ "الرئيسِ" المغادرِ: النيابيةُ والشعبيةُ.
فالتسعةُ اصواتٍ التي حصلَ عليها في الإستشاراتِ وبغضِّ النظرِ عما قالهُ وبرَّرهُ تكفي لتصفَ ما وصلتْ إليهِ امورهُ ووضعهُ السياسيُّ،
بحيثُ يجبُ أنْ يعودَ ليعكفَ ويَدرسَ الاسبابَ التي أوصلتهُ إلى هنا وهي طبعاً معروفةٌ.
***
ومع ذلكَ نحنُ هنا مع حكومةٍ تُوَدِّعُ وحكومةٍ ستُولَدُ رغمَ كلِّ التعقيداتِ،
وربَّما تُسرِّعُ زيارةَ وزيرِ الخارجيةِ السعوديةِ الاولى إلى بيروت منذُ سنواتٍ يومَ الخميس مع وفدٍ مصغَّرٍ،
هذهِ الولادةُ لا سيَّما أنَّ الاحلامَ المعقودةَ عليها (والتي ربَّما مبالغٌ فيها) كبيرةٌ، ومنْ الضروريِّ البدءُ بالورشِ المتوقِّفةِ في البلادِ على كلِّ الصعدِ.
***
ولكنْ..
منْ يُوقِفُ شهيةَ الاحزابِ والافرادِ والكتلِ عنْ الإستيزارِ،
ومنْ يُوقِفُ في الوقتِ نفسهِ "المعاييرَ المعقَّدةَ" التي كبَّلَ الرئيسُ المكلَّفُ نفسهُ فيها لناحيةِ الفصلِ بينَ النيابةِ والوزارةِ،
وعدمِ نيَّةِ الوزيرِ الترشُّحِ للانتخاباتِ والشفافيةِ والعمرِ والمداورةِ وجامعاتِ التخُّرجِ وعددِ الوزراءِ التي يحقُّ للكتلِ أنْ تتمثلَ فيهمْ.
***
سلسلةُ تعقيداتٍ لا يُعرفُ كيفَ ستتمُّ فكفكتها خصوصاً أنَّ كلَّ منْ سألَ رئيسَ الجمهوريةِ عنْ الحكومةِ يأخذهُ ويرسلهُ إلى الرئيسِ المكلََّفِ،
باعتبارِ أنَّ الامورَ ستعودُ في نهايةِ الامرِ إليهِ وإلى الرئيسِ المكلَّفِ لإعلانها.
وحتى الساعةَ يبدو أنَّ الفريقَ الشيعيَّ ارتاحَ إلى وضعيتهِ بالحصولِ على حقائبِ الصحةِ والماليةِ والصناعةِ وغيرها،
فيما وعدَ الفريقُ الدرزيُّ بوزارةِ الاشغالِ،
لتبقى وزاراتُ الدفاعِ والخارجيةِ والعدلِ منْ حصةِ رئيسِ الجمهوريةِ،
فيما التربيةُ والداخليةُ والاقتصادُ منْ حصصِ الرئيسِ المكلَّفِ،
اما القواتُ فتذهبُ إليها السياحةُ وغيرها، وكلُّ هذا حسبَ المشاوراتِ الاولى.
ولكنْ ماذا عنْ التيارِ الوطنيِّ الحرِّ والتغييريينَ كونُ الاتصالاتِ ربَّما ستؤولُ إلى تيارِ المردة.
***
نحنُ حتى الساعةَ امامَ خليطٍ عجيبٍ غريبٍ لا يُعرفُ إلى أينَ سينتهي رغمَ كلِّ التفاؤلِ بأنَّ نواف سلام سيعرضُ تشكيلةً اوَّليةً على رئيسِ الجمهوريةِ في الساعاتِ المقبلةِ.
ولكنْ وفقَ أيَّةِ قواعدَ؟
هلْ يكسرُ القواعدَ المعروفةَ والمعتمدةَ ويُعرِّضُ إنطلاقةَ العهدِ للارتباكِ،
ام يتمُّ إعتمادُ الواقعيةِ السياسيةِ المطلوبةِ في المرحلةِ الحاليةِ بعدَ إنكسارِ قواعدِ التوازناتِ،
ولعدمِ دفعِ الامورِ باتجاهِ المزيدِ منْ المشاكلِ والأزماتِ.
فلننتظرْ ونرى!