تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه

#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
إمتلأتْ ساعاتُ الويك إند السياسيِّ بالاتصالاتِ والمشاوراتِ واللقاءاتِ لرسمِ إطارٍ لإطلاقِ الحكومةِ،
وفي الوقتِ نفسهِ إمتلأتْ جيوبُ المستشارينَ والمقرَّبينَ منْ الرئيس جوزف عون والرئيسِ المكلَّفِ لتشكيلِ الحكومةِ،
بالاسماءِ وبالسِّيَرِ الذاتيةِ للمستوزرينَ وطالبي الحقائبِ المحدَّدةِ لدرجةٍ أنَّ عهوداً كاملةً منْ الآنِ ولخمسينَ عاماً لا تكفي لتوزيرِ الطامحينَ والموعودينَ..
وهذا ما يدفعنا هنا للسؤالِ عنْ معاييرِ المطلوبِ المجيءُ بهمْ إلى الحكومةِ..
فبعدَ تجاربِ الحكوماتِ السياسيةِ والوفاقيةِ اكتوينا منْ حجمِ الصفقاتِ والسمسراتِ والتسوياتِ،
فيما في المقابلِ لم تأتِ تجاربُ حكومات التكنوقراط إلاَّ بالكوارثِ نظراً لعدمِ خبرةِ منْ تولُّوا المسؤولياتَ،
او لكونهمْ يفتقرونَ إلى تمثيلٍ او "ظهرٍ" سياسيٍّ او حتى نظراً لكونهمْ يمثلونَ سرَّاً، اطرافاً سياسيةً،
وعندَ اوَّلِ إستحقاقٍ كانتْ تظهرُ اجانداتُهمْ المخفيَّةُ على طاولةِ مجلسِ الوزراءِ.
***
منْ هنا، قد تكونُ الامورُ ذاهبةً إلى مزيجٍ منْ التكنوقراط والتمثيلِ الحزبيِّ كما التمثيلِ السياسيِّ،
ولكنْ منْ الأكيدِ أنَّ سلطةَ رئيسِ الجمهوريةِ كما الرئيسِ المكلَّفِ لتشكيلِ الحكومةِ لنْ تكونَ واسعةً هنا ما دامتْ الاطرافُ السياسيةُ هي التي ستطرحُ اسماءَها.
وبدأ "النقار" حولَ عددِ ممثلي الكتلِ كوزراءَ، وهذا بحدِّ ذاتهِ قد يدفعُ إلى تكبيرِ الحكومةِ إلى أكثرَ منْ 24 وزيراً،
إذا كانَ المطلوبُ ارضاءَ جميعِ الكتلِ، كما حصةُ رئيسِ الجمهوريةِ وحصةُ رئيسِ الحكومةِ المكلَّفِ.
***
والمُلفِتُ هنا ما تناقلهُ البعضُ عنْ نيَّةِ نواف سلام تمثيلَ وزيرٍ شيعيٍّ او وزيرينِ شيعيينِ منْ خارجِ الثنائيِّ بشكلٍ يتمُّ فيهِ الحفاظُ على الميثاقيةِ في أيِّ جلسةٍ لمجلسِ الوزراءِ،
إذا انسحبَ ممثلو الشيعةِ منْ الحكومةِ في حالِ كانوا خمسةَ وزراءٍ للثنائيِّ،
وهذا ما جعلَ الثنائيَّ يرفضُ هذا الامرَ بشكلٍ حاسمٍ.
***
وعليهِ، ليسَ منْ الضروريِّ وليسَ منْ السهلِ أنْ تُعلَنَ الحكومةُ هذا الاسبوعَ بسببِ كثرةِ التعقيداتِ وبسببِ غيابِ المعاييرِ،
ولا سيَّما أنَّ ثمَّةَ سوابقَ غيرَ دستوريةٍ تُستعادُ كرَّستْ اعرافاً في السابقِ حولَ حصصِ كلِّ كتلةٍ نيابيةٍ في الحكومةِ وعددَ الوزراءِ الذي تستحقُّهُ كلُّ كتلةٍ نيابيةٍ.
لعلَّ وعسى تولَدُ هذهِ الحكومةُ.. في أقربِ وقتٍ!.