تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه

#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
على طريقةِ المفوَّضِ السامي استعادَ ايمانويل ماكرون ،
صورةَ زيارتهِ غداةَ إنفجارِ 4 آب ليجولَ في العاصمةِ ويحتسي القهوةَ في الجميزة وليستمعَ إلى دردشاتِ ممثلي منظماتِ المجتمعِ المدنيِّ،
التي استفادَ بعضُها منْ اموالِ المساعداتِ للناسِ ليبنيَ قصوراً.
وهكذا وكما اعتادَ بعضُ اللبنانيينَ التهليلَ لأيِّ اجنبيٍّ، كانوا فرحينَ وهمْ يشكونَ اوضاعهمْ للاجنبيِّ الذي يبدو يجولُ على ارضٍ فرنسيةٍ، وكأنَّ الاجنبيَّ منظمةٌ خيريَّةٌ لا تريدُ دائماً إلاَّ الخيرَ للشعوبِ والأنظمةِ.
بالأمسِ شتموا فرنسا لأنها كانتْ تحاولُ فرضَ سليمان فرنجيه رئيساً ونواف سلام رئيسَ حكومةٍ،
وبالأمسِ شتموا فرنسا كما دولَ الاتحادِ الاوروبيِّ التي حاولتْ وما تزالُ الإبقاءَ على النازحينَ السوريينَ في لبنانَ... ولكنْ اليومَ الوقتُ لنثرِ الأرزِ وللتهليلِ.
***
في أيِّ حالٍ... ستنتهي إحتفاليةُ ماكرون مع وزرائهِ،
ورجالِ اعمالهِ الذينَ جاؤوا لإستثمارِ المرحلةِ الجديدةِ في لبنانَ،لتمريرِ بعضِ الصفقاتِ في المرفأِ والكهرباءِ وغيرها.
ولفرضِ مزيدٍ منْ الاملاءاتِ على لبنانَ وحكومتهِ الجديدةِ،وخارطةِ طريقِ العهدِ.
ومعروفٌ أنَّ لفرنسا دوراً كانَ غريباً لناحيةِ التدخُّلِ في القضاءِ والملاحقاتِ وفرضِ خططٍ ماليةٍ وإقتصاديةٍ على البلادِ تحتَ عنوانِ إصلاحاتٍ...
فهلْ سنكونُ مع هذهِ الزيارةِ مع وصايةٍ جديدةٍ على العهدِ الجديدِ تبدأُ بإقتراحِ وزراءٍ ولا تنتهي عندَ حدودِ تلزيماتٍ ومصارفَ فرنسيةٍ وغيرها..
***
وبعدُ، الرهانُ كانَ بالأمسِ على لقاءِ الرئيس نبيه بري بالرئيسِ المكلَّفِ نواف سلام لمعرفةِ خارطةِ الإتِّجاهاتِ للمرحلةِ المقبلةِ.
وقد كانَ واضحاً كلامُ النائب علي حسن خليل في مداخلتهِ التلفزيونيةِ ليلَ الخميس،
منْ أنَّ لا اتفاقاتَ مسبقةً ولا هزيمةَ لطائفةٍ ولا إنقلاباً، بلْ نيَّةٌ كاملةٌ بالمشاركةِ لإنجاحِ العهدِ على خلفيةِ كلامِ رئيسِ مجلسِ النوابِ "على أنَّ البلدَ بدو يمشي".
ولكنْ كيفَ تُصرفُ او تُقرَّشُ هذهِ الإيجابيةُ التي ظهرتْ على لسانِ ممثلِ امل،
ولم تظهرْ في كلامِ محمد رعد؟
وكيفَ سيكونُ التمثيلُ في الحكومةِ الجديدةِ ما دامَ القرارُ أتُّخِذَ بالمشاركةِ؟
تمثيلٌ حزبيٌّ ام تكنوقراط؟
***
هلْ ينسحبُ ثنائيُّ امل وحزب الله منْ التمثيلِ في الحكومةِ لمصلحةِ معارضينَ شيعةٍ،
ام لمصلحةِ تقنيينَ يختارهمْ نواف سلام منْ لائحةٍ تُقدَّمُ منْ الثنائيِّ؟
وكلُّ ذلكَ يتوقَّفُ على شكلِ الحكومةِ وطبيعتِها وعددِ وزرائها وبيانها الوزاريِّ، خصوصاً أنَّ عمرها ليسَ طويلاً قبلَ الانتخاباتِ النيابيةِ المقبلةِ.
***
لكنَّ كواليسَ "سلام" التي يَظهرُ فيها كُثُرٌ منْ نوابِ التغييرِ ومنظماتِ مدَّعي الثورةِ،
قد تحاولُ أنْ تجعلَ نواف سلام للأسفِ ينفذُ اجانداتها،
واوَّلها الاستمرارُ في الإنقلابِ على كلِّ مكوِّناتِ النظامِ حتى ولو باساليبَ ملتويةٍ!