تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في مثلِ هذهِ الايامِ كانتْ الشوارعُ في بيروت والمناطقِ وحتى في الاوقاتِ الصَّعبةِ، تبدأُ تحضيراتِها لإستقبالِ مواسمِ الاعيادِ التي يُراهنُ عليها التجَّارُ وتنتظرها العائلاتُ ويأتي إليها السيَّاحُ كما المغتربونَ.
لكنْ منذُ سنةٍ وأكثرَ تعيشُ البلادُ حالةَ ركودٍ وحزنٍ، وتبدو الساحاتُ مقفرةً والمحلاتُ كما المطاعمُ تنتظرُ إعلانَ الإفلاسِ..
فماذا يعني أنْ تكونَ بلادٌ في حالةِ حربٍ لأكثرَ منْ سنةٍ وفي حالةِ تدميرٍ منهجيٍّ لأكثرَ منْ شهرينِ متتاليينِ،
وننتظرُ شهراً لتحريكِ الاقتصادِ وحركةِ التجارةِ التي تواكبُ الاعيادَ عادةً وهي اساساً مفلسةٌ؟
الحربُ ستستمرُّ والبلادُ ستغرقُ أكثرَ فأكثرَ في الإنهياراتِ الاقتصاديةِ، والتجَّارُ كما المؤسساتُ ستتراجعُ مبيعاتُها وتخشى منْ الإقفالِ في اوَّلِ فرصةٍ.
فمنْ القادرُ اليومَ على النزولِ إلى الاسواقِ للتسوُّقِ او حتى للتفرُّجِ؟
ومَنْ معهُ اساساً مالٌ زائدٌ ليشتريَ أكثرَ منْ الخبزِ والدَّواءِ خوفاً منْ اليومِ التالي؟
وأصلاً هلْ يملكُ الناسُ الاموالَ ما دامتْ المصارفُ لا تزالُ تُقرصِنُ على الودائعِ وحتى مع تعاميمِ مصرفِ لبنانَ،
فبالكادِ يأخذُ المُودعونَ فُتاتَ الودائعِ بالدولارِ ومقسَّطةً وهي جزءٌ منْ ودائعِ المصارفِ الإلزاميةِ لدى المركزيِّ.
وهلْ لأحدٍ "النفسُ" على تزيينِ الشوارعِ وإحياءِ الحفلاتِ؟
***
نعيشُ منذُ سنةٍ وأكثرَ في دوَّامةِ الموتِ والقتلِ والدُّموعِ والشهداءِ والضحايا والدَّمارِ.
ورَغمَ كلِّ أجواءِ التفاؤلِ التي تنتظرُ بدورها، القرارَ الاسرائيليَّ، لا يزالُ الحذَرُ واجباً ولا تزالُ اصواتُ المدافعِ تَهدُرُ ولا تبدو أنها ستتراجعُ،
وآخرُ الضحايا شهداءُ الجيشِ اللبنانيِّ جنوباً فيما اسرائيلُ تتوغَّلُ أكثرَ فأكثرَ في القرى والبلداتِ،
فأيُّ تسويةٍ وأيُّ وقفٍ لإطلاقِ النارِ ما دامتْ لعبةُ الميدانِ تسبَقُ لعبةَ التفاوضِ والدبلوماسيةِ. وما دامتْ اسرائيلُ لا تزالُ تشترطُ في أيِّ إتفاقٍ حريةَ عملها في لبنان.
***
ومع ذلكَ ما علينا إلاَّ ترقُّبُ الضوءَ الصغيرَ في النفقِ الذي يأتي ضمنَ اطولِ شهرينِ ينتظرهما العالمُ،
منْ اميركا، بينَ تسليمٍ وتسلُّمٍ، وما بينهما المزيدُ منْ القلقِ الذي يبدأُ بلبنانَ وغزة ولا ينتهي في موسكو وكييف،
حيثُ التوتُّرُ قد يأخذُ أبعاداً جديدةً مع الدَّعمينِ الاميركيِّ والاوروبيِّ بالاسلحةِ والصواريخِ النوعيةِ لاوكرانيا،
فكيفَ ستردُّ موسكو؟