تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
الآنَ وبعدَ أنْ رسمَ امينُ عامِ الحزبِ معالمَ المرحلةِ وعوداً ومفاجآتٍ وحسماً و"تحدِّياتٍ"،
يُمكنُ القولُ أننا ذاهبونَ حتماً إلى مشهديةٍ جديدةٍ تخطَّتْ بفعلِ الهجومِ الاسرائيليِّ المفخَّخِ حدودَ المقبولِ وحدودَ قواعدِ الاشتباكِ العاديةِ...
نحنُ عملياً امامَ ضربةٍ تكنولوجيةٍ نوعيَّةٍ كبيرةٍ منْ اسرائيل حقَّقتها استخباراتُها،
فيما يبحثُ "الحزبُ" بالمقابلِ عنْ ردٍّ وإنجازٍ يحفظُ لهُ "الكرامةَ" امامَ مجموعتهِ وينزعُ عنهُ لطخةَ الإنكشافِ الامنيِّ الكبيرِ،
والذي لم يسبقْ للحزبِ أنْ عرفهُ إلاَّ منذُ السابعِ منْ اوكتوبر الماضي، وتُوِّجَ للأسفِ بمجزرتي الثلاثاءِ والاربعاءِ..
***
الجميعُ، إلاَّ في اسرائيلَ يدفعُ نحوَ التهدئةِ، لأنَّ الحربَ في الذكرى الاولى للسابعِ منْ اوكتوبر قد تُنقلُ بكاملها إلى الجبهةِ الشماليةِ لاسرائيل، وتُنقلُ ربما معها المنطقةُ بأكملها نحوَ الهاويةِ..
حزبُ اللهِ حتماً سيردُّ،
واسرائيل حُكماً في وضعٍ نفسيٍّ ولوجستيٍّ وعسكريٍّ،
يُحضِّرها للقيامِ بعمليةٍ عسكريةٍ لم يعدْ احدٌ يعرفُ حدودها ولا سقفها ولا أفقها مراهنةً على الوضعِ الداخليِّ "للحزبِ"،
بعدَ فقدانهِ الكثيرَ منْ اذرعهِ العسكريةِ التي اصابتْ عناصرهُ فوقَ الاربعةِ الافٍ في خصورهمْ وقلوبهمْ وصدورهمْ وبطونهمْ وعيونهمْ .
***
أنها لحظةُ الحقيقةِ المدوِّيةِ ولحظةُ الخياراتِ الخطيرةِ، لِمنْ يُطلقُ النارَ اولاً ولِمنْ يُشعلُ زنادَ الحربِ؟
هلْ من مكانٍ بعدُ للديبلوماسيةِ؟
تخشى مصادرُ ديبلوماسيةٌ عربيةٌ منْ أنْ يكونَ ما جرى ويجري محضَّراً لهُ للوصولِ إلى اليومِ التالي، أي يومِ إبرامِ الترتيباتِ العسكريةِ الجديدةِ التي تفصلُ اسرائيلَ بحدودها الشماليةِ خمسةً إلى عشرةِ كيلومتراتٍ عنْ مناطقِ التوتُّرِ..
وهذا بدورهِ سيواكبُ "بهدنةٍ" مُذلَّةٍ في غزة.. فلماذا دخلنا في حربٍ "للاسنادِ"، وإلى أينَ أخذتنا للأسفِ الشديدِ؟
عذراً على توقيتِ طرحِ السؤالِ في لحظةٍ وطنيةٍ حزينةٍ.. ولكنَّ السؤالَ يجبُ أنْ يُسألَ..
***
ولعلَّ أخطرَ ما قد يُسألُ:
كيفَ حَمينا شعبنا منْ اسرائيلَ على مدى سنةٍ،
وقد قُتلَ منْ قُتلَ، وجُرحَ منْ جُرحَ، وهُدمَ ما هُدمَ، وسماؤنا للآنِ عرضةٌ لإغتصابِ الطائراتِ الاسرائيليةِ وهديرها المَقيتِ؟