تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه

#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
نجحتْ قطرُ الامارةُ الصغيرةُ بجعلِ العالمِ ينشغلُ باخبارِ إنجازاتها في متابعةِ وتنظيمِ المونديال بدقَّةٍ لا متناهيةٍ، وكأنها مجمَّعٌ للساعاتِ السويسريةِ المتناهيةِ الدقَّةِ.
وبدأتْ الامارةُ منذُ اليومِ التالي في بحثِ الجدوى الاقتصاديةِ لكلِّ المراكزِ والمنشآتِ التي اقامتها للحدثِ الرياضيِّ، بما يكونُ مركزاً لصناعاتٍ ومراكزَ تجاريةٍ وغيرها...
لبنانُ الذي يعيشُ بالاعارةِ والشحادة وعلى "بالاتِ" جيوشِ العالمِ يُحاولُ ان يستفيدَ من قطر من باصاتها الكبيرةِ التي استعملتها لنقلِ اللاعبينَ والفرقِ والضيوفِ.
هذا ما نُقلَ عن "النجيبِ" الذي وعدَ بدراسةِ الامرِ شرطَ ان يكونَ الامرُ باشرافِ ورعايةِ شركةٍ قطريةٍ للادارةِ.
عظيمٌ...
ولكنْ هلْ تجربتنا في إدارةِ الباصاتِ عظيمةٌ؟
أوَليستْ مواقفُ الفئرانِ والجرذانِ والمخدَّراتِ حيثُ الباصاتُ القديمةُ اكبرُ نموذجٍ عن الفشلِ اللبنانيِّ بإدارةِ باصاتِ نقلٍ مشتركٍ؟
أوَليستْ تجربةُ الباصاتِ الفرنسيةِ المستعملةِ والتي نزلتْ الى السوقِ قبلَ ايامٍ غيرَ مشجعةٍ؟
والسؤالُ الأبرزُ "للعيارة" اللبنانيةِ، ألم يجدْ "ميقاتي" غيرَ باصاتٍ مستعملةٍ ليشحذها من قطر؟
وهلْ علاقاتهُ الخليجيةُ لم تسمحْ لهُ بأن يطلبَ اكثرَ من هذا؟
***
مؤسفٌ ما وصلنا ونصلُ إليهِ.. ادويتنا وموادُّنا الغذائيةُ مساعداتٌ من الدولِ الشقيقةِ...
حصصٌ ماليةٌ بالدولارِ الاميركيِّ تأتي فريش لعناصرِ الجيشِ اللبنانيِّ من قطر كمساعداتٍ،
وانتهتْ بعدما أستُنفِدَ مبلغُ الستينَ مليونَ دولارٍ الذي قدَّمتهُ قطر للجيشِ اللبنانيِّ نظراً لثقتها بقيادتهِ الحكيمةِ، وبدورِ المؤسسةِ على الصعيدِ الوطنيِّ...
وماذا بعدُ؟ محزنٌ ايضاً ان نقرأ بالتواترِ اسماءَ ضباطٍ وعمداءَ بعضهمْ تقاعدَ والبعضُ الآخرُ اخذَ اجازةً طويلةً للعملِ مع "تنسيقيةِ المونديال والفيفا" في قطر، كمنسقينَ امنيينَ، مقابلَ الحصولِ لفترةِ سبعينَ يوماً على مبالغَ بالفريش دولار..
فقط لأنَ رواتبَ العسكريينَ لم تعدْ تُساوي شيئاً في لبنانَ، يسافرُ بعضُ خيرةِ شبابنا،
بعلمٍ من رؤسائهمْ وبتسهيلٍ مشكورٍ منهمْ للحصولِ على تعويضاتٍ تسدُّ جوعَ عائلاتهمْ ..
الى أينَ اوصلتنا هذهِ المنظومةُ الحاكمةُ؟
***
بالامسِ يُمنِّننا وزيرُ الدفاعِ في حكومةِ تصريفِ الاعمالِ موريس سليم انهُ قامَ بواجبهِ الدستوريِّ، ووقعَ على مرسومِ مساعداتِ العسكريينَ كما على مراسيمَ ترقياتِ الضباطِ واحالها بصيغةِ مرسومٍ بــ 24 توقيعاً على الامانةِ العامةِ لمجلسِ الوزراءِ..
وماذا لو لم يُوقِّعْ الـــ 24 وزيراً؟
ألنْ تُصبِحَ مساعداتُ العسكريينَ وترقياتهمْ معلَّقةً على اهواءِ السياسيينْ وامزجتهمْ ونكاياتهمْ؟
ادويتنا بالتهريبِ بعضها، وبالهبَّاتِ بعضها الآخر، والبعضُ الآخرُ،
غيرُ مدعومٍ، وملغومٌ وآخرها مزوَّرٌ.
غِذاؤنا وقمحنا مدعومٌ من البنكِ الدوليِّ،
كهرباؤنا ننتظرُ ان تأتيَ "بالعياري" من مصر والاردن عبرَ سوريا..
برنامجُ الاغذيةِ العالميِّ يَعطينا اموالاً على حسابِ الاموالِ التي يدفعها للنازحينَ السوريينَ...
المساعداتُ من تجهيزاتٍ وثيابٍ لعناصرنا الامنيةِ يأتي بعضها مستعملاً على طريقةِ "البالاتِ" من بعضِ الدولِ التي توقَّفتْ فيها الحروبُ منذُ سنواتٍ..
كيفَ يستمرُّ بلدٌ يعيشُ على "الاعاشةِ" والمعوناتِ والبالاتِ وبالعياري؟
خذوا افراحاً في الاعيادِ نُدهشُ العالمَ بها، وبعدَ الاعيادِ لكلِّ حادثٍ حديثٌ!