تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "
لم تتبلور مواقف القوى السياسية، والكتل النيابية اللبنانية بعد، حول اسم رئيس الحكومة المقبلة، ويبدو رئيس الجمهورية، متريثاً بالدعوة إلى الاستشارات النيابية الملزمة.
أن الاستحقاقات داهمة، والحاجة أكثر من مُلحّة، لتشكيل حكومة كاملة المواصفات، تكون قادرة على وقف التدهور، والتعامل بفعالية مع جملة استحقاقات اقتصادية ومالية وسياسية، بدءاً من تدهور سعر صرف العملة الوطنية، إلى أزمات؛ الغذاء، والدواء، والاستشفاء، وضرورة إقرار الموازنة، وتنفيذ الاصلاحات المطلوبة، وتوقيع الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، ووضع خطة نهوض حقيقية، تحفظ حقوق المودعين، وتعيد الثقة بالقطاع المصرفي، وتضع أسس واضحة لإعادية هيكلة الاقتصاد الوطني، وجدولة ديون الدولة، وصولاً إلى التواصل مع الدول الصديقة للبنان، لتأمين الدعم اللازم لإعادة الأمل والنهوض بالبلد من كبوته.
يبدو أن بعض القوى السياسية تميل إلى تمديد الأزمة حتى نهاية عهد الرئيس ميشال عون، وهي غير مستعجلة على إيجاد حل يُنقذ لبنان واللبنانيين، ولهذا السبب يتداول البعض بطرح استمرار حكومة تصريف الأعمال، والقفز إلى البحث في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهذا أمر يصعب الاتفاق عليه في وقت قريب طبعاً، وسيأخذ الكثير من الجدل قبل الاتفاق على اسم الرئيس. ووفق هذا السيناريو ستتم إعادة تسمية الرئيس نجيب ميقاتي، لتشكيل الحكومة، وهو سيقوم بإعادة تعويم الحكومة الحالية، مع بعض التعديلات عليها، إمّا يذهب باتجاه عدم تشكيل حكومة، واستمراره بتصريف الأعمال، حتى نهاية العهد.
يخسر لبنان مبلغاً يُقدّر ب 27 مليون دولار يومياً، بسبب عدم وجود حكومة فاعلة، وعدم تنفيذ الإجراءات اللازمة، لوقف الانهيار، وهذا يعني بكل بساطة أن عدم تشكيل حكومة إنقاذ، بأسرع وقت، هو جريمة بحق اللبنانيين، وسيفاقم الأزمة خلال الأشهر القادمة، لنصل إلى الانهيار الشامل للدولة وللأمن الاجتماعي، وهذا ما يُحذّر منه الخبراء، وعدة دول صديقة للبنان.
هناك عدة أسماء مطروحة لرئاسة الحكومة، ولبنان والطائفة السنية غنية بالكفاءات. وبالطبع فإن الأولوية هي ليست للاسم، بقدر ما هي للمشروع.
ولقد جاء إلى لبنان رجل الأعمال، والخبير الاقتصادي الدكتور صالح النصولي وهو الرجل الذي عمل في صندوق النقد الدولي لأكثر من 37 عاماً، وساعد عدة دول في العالم على الخروج من أزماتها الاقتصادية. وجال الدكتور النصولي على بعض القيادات والمسؤولين، وعقد عدة لقاءات مع شخصيات بارزة، وطرح رؤيته للحل والإنقاذ في لبنان. وبالرغم من أن الجميع أبدى ترحيباً وإعجاباً بطروحاته وخطته للحل، إِلَّا أن المسؤولين ما زالوا يماطلون، ويحاولون ابتزاز الرئيس ميقاتي، ويسعون إلى استمرار الوضع القائم، فيما الاحتياط الإلزامي للبنك المركزي، الذي تآكل بشكل مخيف خلال السنتين الماضيتين، ما زال يتضاءل كل يوم، وبات الوضع يُنذر بكارثة حقيقية، سيكون من الصعب الخروج منها بعد أشهر، إذا لم نقل مستحيلاً.
يشكّل طرح الدكتور النصولي خطة عمل متكاملة لإنقاذ لبنان، والأهم أن الرجل هو آتٍ من عالم المال والاقتصاد، وعلى مسافة واحدة من جميع الأحزاب والقوى السياسة، وقال بشكل صريح وعلني: أن أولويته هي انقاذ لبنان اقتصادياً. والآن باتت الكرة لدى نواب الشعب، فهل سيستمرون في مناكفاتهم السياسية، وتقديم مصالحهم وغاياتهم الخاصة على مصلحة لبنان وشعبه، أم ستكون هناك يقضة ضمير، ويسمّون شخصية كفوءة مستقلة، قادرة على العمل، ونذهب سريعاً إلى تشكيل حكومة إنقاذ حقيقي؟؟؟
يُرجى الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية عند نسخ أي شيء من مضمون الخبر وضرورة ذكر اسم موقع «الثائر» الالكتروني وإرفاقه برابط الخبر تحت طائلة الملاحقة القانونية.