تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
روى لي أحدُ المواطنينَ المغلوبُ على امرهِ من القهرِ العامِ الذي نعيشُهُ،ووصلَ بهِ الامرُ الى ان زوجتَهُ تطلبُ منهُ فسخَ الزواجِ بعدَ عشرينَ عاماً،
لأنها لم تعدْ تتحمَّلُ مع اولادها، هذا الذِّلَّ والعوزَ،وبالتالي تريدُ اخذهمْ عند اهلِها في بلادِ الاغترابِ،
وذهبَ هذا المواطنُ الى احدى المحاكمِ الروحيةِ للاطلاعِ على مجرياتِ الدعاوى العائليةِ.
ما سمعهُ شكَّلَ صدمةً اقوى من الذي يعيشهُ يومياً:
إذ اصبحَ إستيفاءُ الرسومِ بالعملةِ الأجنبيةِ على سعرِ الصرفِ الرسميِّ للدولارِ .
للوهلةِ الأولى لم يُصدِّقْ،
ولكنْ بعدَ التدقيقِ تبينَ له ان الخبرَ صحيحٌ .
انتمْ الرحمةُ والرأفةُ المتبقيةُ.
***
يكفي ما تفعلُهُ تلكَ "السلطةُ المتسلِّطةُ" بالشعبِ؟
رجاءً سهِّلوا أمورَ الناسِ، بدلَ ان تزيدوها تعقيداً؟
يعني،هل يجوزُ فوقَ الازمةِ المعيشيةِ الخانقةِ، كيف يمكنُ لمواطنٍ لم تعدْ حياتهُ العائليةُ تُطاقُ،باعَ ما فوقهُ وتحتَهُ، ومن أينَ يأتي بالفريش دولار لمعاملةٍ في تلكَ المحكمةِ الروحيةِ؟
***
المواطنونَ العاديونَ الذينَ احتُجِزَتْ أموالهم في المصارفِ، كيفَ يدفعونَ بالـــ " فريش دولار"؟ ومَن أينَ يأتونَ بهِ؟
الكثيرُ من اللبنانيينَ توقفوا عن دفعِ الرسومِ لأنهم أولاً غيرُ قادرينَ على ذلكَ،ولأنهم لا يعرفونَ أينَ تذهبُ الأموالُ التي يدفعونها.
القصةُ تتكرَّرُ مع احدى المحاكمِ الروحيةِ...
انتمْ الرحمةُ والرأفةُ.
وعندها ستتفكَّكُ الأسرُ من دونِ محاكمَ ومن دونِ إجراءاتٍ.
ما معنى ذلكَ، وما هي مضاعفاتهُ؟
تفكُّكٌ عائليٌّ وأُسريٌّ،
رحمةً بالناسِ، والسؤالُ الذي يتبادرُ الى الذهنِ،
ماذا تستوردُ تلكَ المحكمةُ الروحيةُ بالدولارِ لتحمِّلَهُ للمواطنِ التعيسِ، والمقهورِ، والبائسِ واليائسِ؟
هل تستوردُ القوانينَ والاجتهاداتِ؟
آسفةً على القولِ: بالفريش دولار.
كلنا املٌ ورجاءٌ ان يتراجع المعنيونَ الكرامُ عن مثلِ هذا القرارِ،
منظومةُ السلطةِ الفاسدةِ، كفَّتْ ووفَّتْ بحقِّ كلِّ المواطنينَ!