تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ماذا يعني ترسيمُ الحدودِ البحريةِ والبريةِ بين لبنان وإسرائيل؟
بسبب حالةِ العداء بين لبنان وإسرائيل، كلُ بلدٍ يرسِّمُ حدوده ، وفي احيانٍ كثيرةٍ يكونُ الترسيمُ غير مطابقٍ ، يقعُ النزاع وقد يستمرُ إلى عشراتِ السنين وتتخلله نزاعاتٌ عسكريةٌ ومعاركُ وحروبٌ .
الترسيمُ المشتركُ هو حين يجلسُ طرفان او أطرافُ النزاعِ إلى الطاولةِ ليبدأوا عمليةَ الترسيمِ برعايةٍ دوليةِ وأمميةٍ .
***
هذا ما هو حاصلٌ اليوم :
لبنان وإسرائيل قررا البدء بترسيمِ الحدود البريةِ والبحريةِ برعايةِ وحضور "العراب الاميركي" وسيجلسُ إلى الطاولةِ الديبلوماسي الاميركي ديفيد شينكر وممثل الامين العام للأمم المتحدة ، وستبدأ المفاوضاتُ في الرابع عشر من هذا الشهر .
***
المفاوضاتُ ستبدأ من الحدود البحرية خصوصاً ان هناك مساحاتٍ بحريةً متنازعاً عليها ، ومن شأنِ بتِ هذه النقاط البحرية ، فإنه يصبحُ بالإمكان الحديثُ عن التنقيب في البلوكات المحاذية للحدود البحرية مع اسرائيل ولاسيما البلوك الرقم 9 .
بالتأكيد خلال فترة المفاوضات ، التي لا يُعرَفُ كم ستطولُ ، يرجَّحُ ان يكون هناك هدوءٌ في الجنوب .
وبعد تثبيتِ الهدوءِ ينتقلُ الترسيمُ إلى الحدودِ البريةِ حيث هناك نقاطٌ متنازعٌ عليها عند الخطِ الازرق .
الوفدُ اللبناني إلى المفاوضات سيتألف من ضباطٍ من الجيش اللبناني ومن خبراءَ في الترسيم ، والموضوعُ لا يحتملُ اي خطأ ، وسيكون برعايةٍ وإشرافٍ مباشرين من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي بموجب الدستور هو الذي يتولى التفاوض على المعاهدات .
الرئيس العماد ميشال عون يسيرُ وفقَ ما يقوله " الكتاب " أي الدستور ، لا يَحيدُ عنه قيدَ أُنملةٍ.
***
إنها مرحلةٌ حاسمةٌ سيدخلُ فيها لبنان، وفيها سيتقرر: هل سننجحُ في التقاطِ الفرصةِ السانحةِ ونفتحُ البابَ للإنقاذِ المالي والاقتصادي، فيأتينا من بحرِ الجنوب وآبار الغاز التي تنتظرنا منذ عقودٍ.
لقد سبقنا الكثيرون في الشرق الأوسط. وأصبح البحر المتوسطُ ساحةَ صراعٍ على الطاقةِ الغازية بين المحاور والمصالح الإقليمية والدولية. وكادت تندلعُ حروبٌ للسيطرةِ على الطاقة في عمقِ البحر، وعلى خطوطها فوق سطحِ الماء. فهل آن الاوان لنحصل على دورنا؟
المسألةُ مرهونةٌ بنا أولاً. وعسى هذه المرةُ أن نعرفَ أين هي مصلحتنا الوطنية العليا، التي هي وحدها يجب أن تكون بوصلةَ المفاوضات، لا الشعاراتُ الواهيةُ من هنا وهناك.
عسانا لا نتذرعُ بالعناوين ونخترعُ الحججَ والاوهامَ للعرقلةِ والتعطيل، خدمةً لأهدافٍ أخرى، لا ناقةَ لنا فيها ولا جمل.
وعسانا ألا نضيعَ الفرصةَ كما أضعنا الفرصةَ الفرنسيةَ للإنقاذ، تحت عناوينَ فارغةٍ.
إنها لحظةٌ أخرى نادرةٌ، وعلينا التقاطها لنخرجَ من "جهنمٍ" التي حذر منها الرئيس العماد ميشال عون قبل أسابيع.
فهل نكونُ على قدرِ المسؤوليةِ هذه المرةِ؟