تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
سؤالٌ يقضُ مضاجعَ اللبنانيين ويشغلُ بالهم، من دون أن يجدوا له جواباً شافياً. السؤال هو:
هل هناك شعبٌ مع العهد والحزب القوي؟
وشعبٌ وحيدٌ يئنُ ويتألم من وضعه المأسوي لا بل الكارثي؟
وهناك شعبٌ من انصار الطبقةِ السياسيةِ السابقةِ، يحركونه من جراء العوز والجوع ، ومَن وراءه لا يقوى على الاقوياء ولا يجرؤ على مواجهتهم، فيوجِّه إليهم رسائل عبر الشارع ؟
***
الجواب واضح لا لبس فيه:
الشعبُ شعبٌ واحدٌ،
شعبٌ وحيدٌ، متروكٌ لقدرهِ،
هو من كل شرائح المجتمع،
من القطاع الخاص، هذا القطاع الذي يتألف من الثائرين الغاضبين الذين خُرِبَت بيوتهم واعمالهم سواء في مصانعهم او في قطاع الفنادق حيث نسبة الإشغال صفر ، او في المطاعم حيث نسبة الإشغال المسموحة هي ثلاثون في المئة، ومع ذلك لا حركة في المطاعم، الى الاعمال الحرة والحرفية، إلى ما هو أخطر من كل ذلك المدارس والجامعات، وأحدثُ ما في هذا الخطر الرسالة التي نشرها رئيس الجامعة الأميركية في بيروت حول الوضع المادي الكارثي لأوضاع الجامعة، بما يجعلها غير قادرةٍ على الإستمرارية ...
فماذا سيفعل الدكتور حسان دياب حيالها وهو كان اكاديميا يحاضرُ فيها؟
***
أما عن الخطط المالية فحدِّث ولا حرج، هي ليست سوى لاقتناص الفوائد التي لم يحصل مثيلٌ لها في أي بلدٍ في العالم .
أما السياسيون اصحاب السلطة اليوم، فهنا الطامة الكبرى :
نراهم يهربون من محاربة الفساد الماضي واسترداد الاموال، ولو انكم لا تتكلمون الا بأصدار القوانين المرعية الاجراء، على رغم أنكم تعرفون، والشعب يعرف أن لبنان متخمٌ بالقوانين لكن المشكلة الحقيقية في عدم تطبيق هذه القوانين .
***
على سبيل المثال لا الحصر، هذا مثالٌ على وجود القانون وعدم تطبيقه، إنه قانون: من أين لك هذا؟ أين هو هذا القانون؟ لماذا يبقى في الأَدراج ؟
لماذا لا يُطبَّق؟ لماذا ننتظر قوانين جديدة فيما القانون الأَفعل موجود؟
ولأنه موجود، لماذا لا يُطبَّق على جميع الذين تعاطوا الشأن العام؟
من رؤساء حكومات سابقين إلى وزراء سابقين وحاليين إلى مدراء عامين سابقين وحاليين، إلى موظفي الفئة الأولى السابقين والحاليين، إلى النواب السابقين والحاليين ، إلى المتعهدين الذين اخذوا التزاماتٍ من الدولة؟
إذا وًضِعَ هؤلاء تحت قانون: من أين لك هذا؟ لَما احتاج لبنان لا إلى صندوق النقد الدولي ولا قبله إلى مؤتمر سيدر .
***
إن أموال المودعين والهِبات والتبرعات والقروض وعائدات الخليوي والضرائب والرسوم، موجودةٌ في قسم كبيرٍ منها لدى قسمٍ كبيرٍ من الطبقة الفاسدة التي لا يجرؤ رئيس الحكومة اليوم على محاسبتها ، سواء اكانت ودائعَ داخل لبنان أو خارجهُ ، وفي مصارف أو خزنات او عقارات أو يخوت أو سيارات أو طائرات خاصة .
هل يمكنكم دولة الرئيس البدء بهؤلاء، أن استطعتم، وبذلك تنتعش الخزينة اللبنانية بأسرع من الإستعانة بصندوق النقد الدولي ... ولا تنسوا ردم البحر الذي وفَّر عائدات بمليارات الدولارات .
***
كما لا تنسوا السوق الحرة في مطار بيروت، وما حققته من ارباحٍ خيالية لم تذهب إلى خزينة الدولة بل إلى خزائن أخرى .
وبعد،هل تسألونَ لماذا أُفرغَتْ خزينةُ الدولةِ وامتلأتْ الخزائنُ الخاصةُ لدى الذين تولوا الشأنُ العام ؟
***
وبعد كل ذلك نسألُ أين الشعبَ!
انه ينظرُ ويسمعُ اهلَ السياسةِ "كفرقةِ زجلٍ" يتبارونَ من أجل تثبيتِ قافية مصالحهم وتتنتهي الحفلةُ بمن منهم نفسهُ أطولُ.