تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
لقد كشف تفشّي وباءCoved-19 ، جملة حقائق على صعيد لبنان والعالم،
كان قد تم التغاضي عن الأهتمام، بها أو الانتباه إليها .
الحقيقة الأولى: أن الأمن الصحي، هو في المقام الأول. فلا شيء يعادل حياة الأنسان، وظهر جلياً أن النظام الصحي، في معظم دول العالم ، دون المستوى المطلوب لمواجهة المخاطر .
أمّا في لبنان، فهذا الطاقم الطبي بكل جنوده، بدءاً من وزير الصحة، وموظفي الوزارة، والأطباء، والممرضين، وعناصر الصليب الأحمر، والدفاع المدني، الذين أظهروا تفانياً في خدمة الناس، كانوا منذ مدة قصيرة، يعانون من الإهمال، خاصة في المستشفيات الحكومية، وبالكاد يتقاضون رواتبهم ومستحقاتهم القليلة، إذا لم نقل الأقل في سلم الموظفين، والتي بالكاد تكفي لعيشٍ كريم .
صفّق اللبنانيون للطاقم الطبي في زمن الوباء، لكن هل يكفي التصفيق؟ وهل سنتناسى بعد مدة تضحيات هؤلاء الجنود في الوطن؟ أم سنستفيد من درس الكورونا القاسي هذا، الذي خبرناه، ونُعيد لأصحاب الرسالة الأنسانية، تقديرهم وحقوقهم، برواتب لائقة وعيش كريم؟ .
الحقيقة الثانية: أن معظم الأنظمة والدول في العالم، كانت تشغلها المصالح المادية والتجارة وتحقيق الربح، وكلها تعاني من قُصورٍ وضعف في جهازها وتجهيزاتها الطبية، وقد أهملت الصحة، وظهرت هشاشة التنظيم لهذا القطاع الحيوي، وعدم القدرة أو الأستعداد لمواجهة الكوارث ومخاطرها .
وربما من إيجابيات هذا الاختبار في مواجهة المرض، كان إعادة الأهتمام والتركيز على الأمن الصحي كأولوية حياتية، وسبباً للتعاون والتعاضد العالمي، وتجاوز الصراعات والخلافات السياسية، بين موالاة ومعارضة في الوطن الواحد .
الحقيقة الثالثة: أن الأمن لا يتجزأ، وأن الجيش والقوى الأمنية، هما عماد الأستقرار والسلامة لأي شعب او دولة. وفي لبنان، إن عناصر الجيش والقوى الأمنية، أظهرت أعلى درجات التضحية والرُقي في مواجهة الأزمات المتلاحقة على الوطن .
فبدءاً من معارك نهر البارد وعرسال، وحماية لبنان من خطر الإرهاب، في الداخل وعلى الحدود، وإلى السهر على الأمن الداخلي، وحماية المتظاهرين، وحرية الرأي، وصولاً الى ما تُقدّمه اليوم من مساعدات، على الصعيدين الأجتماعي والمعيشي للمواطنين، وتدابير الحجز شبه المتواصل لهؤلاء العسكريين، كل ذلك يكافئه البعض، بالمطالبة بإلغاء التدبير رقم ٣، والاقتطاع من تعويضاتهم ورواتبهم، التي أصبحت بعد سلسلة الرتب والرواتب، هي الأدنى بين موظفي الدولة اللبنانية .
نقول هذا كي لا ننسى في المستقبل القريب، تضحيات هؤلاء الجنود الصامتين، اكانوا عسكريين، ام أطباء وممرضين ومسعفين، والتي تُهدر حقوقهم في ايام الرخاء، ونلجأوا اليهم ايام المحن والصعاب، كونهم حماة الديار وحياة المواطن وصحته، وهم عونه وقت الشدائد وملجأه الأمين .
أمّا وزير الصحة الدكتور حمد حسن، الذي لم يأُل جهداً في متابعة الأوضاع الصحية للمواطنين، ويكاد لا يرتاح ساعة، ضارباً المثل في التضحية والقيام بالواجب، يجد بعض السذج، سبباً لتوجيه النقد، والتعليقات السخيفة على عمله، عبر وسائل التواصل الأجتماعي، وبعضهم لا يوفر الأطباء والقوى الأمنية ايضاً .
من أسرة الثائر ومن القلب، ومن كل مواطن شريف، ألف وألف وألف تحية وتقدير، إلى كل فرد، إلى كل طبيب، وممرض، ومسعف، وضابط، ورتيب، وجندي، وإلى كل الذين تبرّعوا وقدموا المساعدات، إلى المستشفيات والأجهزة الأمنية، وكل محتاج، لهم جميعاً كل المحبة والتقدير .