تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
مرُّوا كلهم على لبنان واللبنانيين ... استمروا لفترة، طويلة او قصيرة، لكنهم في نهاية المطاف رحلوا :
الجراد، الطاعون، السل،السارس، الإيبولا، وأخيرًا وربما ليس آخرًا كورونا.
وباءٌ واحدٌ ومرضٌ واحدٌ ينخرُ في الجسم اللبناني، لم ينجح لبنان على مر العهود في استئصاله، يخفتُ حينًا، يَنام حينًا آخر، يُعالَج احيانًا لكنه في نهاية المطاف يعود ليتفشى بأقوى مما كان عليه...
إنه وباء الفساد:
عهودٌ حاولت محاربته فنجحت جزئيًا، لتعود فتستسلم لحيتانهِ وأخطبوطهِ.
عهودٌ لم تكفِها السنوات الست لأنجاز ما يجب إنجازه، فجاءت العهود التي خلفتها لتُطيحَ بما تم إنجازه والذي كان يحتاج إلى متابعة لاستكماله.
***
جاءت الحروب المتعاقبة فشكَّلت أرضًا خصبة لكل أنواع الفساد الذي صار له رجالهُ في الدولة وداخل الإدارات.
هذه الكيانات شكَّلت ما يشبه "النادي المقفل" أو "النادي الخاص": شبكة علاقاتٍ تقوم على المصالح المتبادلة، في كل قطاعاتِ السلطةِ الادارية .
متعهدون إما هُم واجهاتٌ للطبقة السياسيةِ الفاسدة،وإما هُم محميونَ منها، وإما هُم شركاء معها، فإذا خالفوا أو أفسدوا، مَن يجرؤ على مقاضاتهم، وبالمناسبة، هناك بعض مَن يُكملون الحلقة "العنكبوتية". فإذا ما وصل أي ملف إليهم فإنهم يحكمون فيه وفق المنظومة الآتي منها هذا الملف.
***
لهذه الأسباب مجتمعةً: "فالجْ ما تعالجْ"!
سيتمُ القضاء على الأوبئة والفيروسات، من كورونا وغيره، ولكن كيف سيتم القضاء على وباء وفيروس الفساد في لبنان.
الفساد "تخاوى" مع الجسم اللبناني، فمَن يجرؤ على فصل هذا الجسم عن الفساد؟
لا أحدَ يجرؤ في المدى المنظور، لأنه لو تجرأ أحدٌ لسقط الهيكل على رؤوس الجميع ومَن يتحمل سقوط الهيكل؟
***
إن الطريق الأسهل، هو ان يتم اعتبارالفساد وباءً مثله مثل سائر الأوبئة. والبدء بمعالجته، والطريق الأسهل هي بعزلهِ ووضعهِ في الحجر.
يجب ان يتم فرزُ الفاسدين عن غيرهم ... ولبنان بلدٌ صغير وكل الناس تعرفُ بعضها وليس من الصعب التفتيش عن هؤلاء "بالسراج والفتيلة".
يكفي أن يُنعم علينا ببطلٍ جريءٍ، ليست لديهِ سوى مصلحةِ الوطنِ والمواطنين، فيُفجِّر كل الملفات،
هل سينعِمُ اللهُ عَزَ وجَلَ على لبنانَ بهذا البطلِ الجريء؟