تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
يُعلِّق العالم اليوم على الكرة الأرضية، الآمال على إسمين، الأول فرنسي هو:
Didier Raoult
البروفسور في المستشفى الجامعي في مرسيليا.
والثاني Dr. Anthony Fauci
وهو مدير المعهد الوطني الاميركي للإلتهابات.
لماذا الرهان على هاتين الشخصيتين ؟
لأنهما يقودان، كل منهما، في فرنسا والولايات المتحدة، الأبحاث لاكتشاف علاج لفيروس " كورونا"...
هكذا، كل جبروت العالم وتحديدا اميركا التي تدعي انها القوة العظمى بقواها العسكرية والتكنولوجية، وبات العالم يقف وراء رجلين من شأن أبحاثهما إنقاذه من أكبر خطر يهدد البشرية في القرن الحادي والعشرين.
***
وصل الإنسان إلى القمر ثم إلى المريخ...
إخترع القنبلة الذرية ثم النووية ثم الجرثومية...
اخترع الصواريخ العابرة للقارات ، والطائرات دون طيار.
إكتشف الكهرباء وبنى ناطحات السحاب.
لكنه اليوم يقف عاجزًا عن مواجهة فيروس غير منظور بالعين المجردة، يقتل في أقوى دول العالم وأضعفها، ويقف الرؤساء عاجزين عن مواجهته.
في الحروب كان الرؤساء يقفون وإلى جانبهم جنرالات الحرب.
اليوم يقف الرؤساء وإلى جانبهم، وحتى أمامهم الأطباء.
دونالد ترامب يقف وراء Dr. Anthony Fauci
وإمانويل ماكرون يقف وراء Didier Raoult
هذا هو العالم اليوم، يقف وراء مَن يمكن أن يعطيه جرعة شفاء من هذا الفيروس اللئيم الخبيث الذي حجر ناس الكرة الارضية في منازلهم.
***
ماذا عن لبنان ؟
"الهيئة القصة طويلة "، لذا بدأت الخطط تجري وفق " الصمود في المنازل"، ولكن كيف الصمود؟
الدولة تأخذ إجراءات، ولكن ماذا عن الخطوات المطلوبة؟
في دول العالم، عدَّلت الحكومات وجهة موازناتها في اتجاه مساعدة شعوبها على الصمود، في لبنان ما زالت الأسئلة على شاكلة:
نفتح اعتمادات او لا نفتح اعتمادات لشراء معدات طبية ؟
وهل من المعقول ان تتردد الحكومة وتتساءل عن هكذا قضية؟
نساعد الناس على سحب جزء من ودائعهم للصرف، او نجعلهم يعانون أو يستمرون في المعاناة؟
إن الحكومة يجب ان تتشدد اكثر سواء مع القطاعات المعنية او حتى مع الناس المستهترين:
المطلوب رأفة بالمواطنين المودعين لا سيما عند المصارف، التي عليها ان تجد حلولًا لأزمتها مع المودعين، فتبدو اوضاع مصارفنا الى حد بعيد افضل من مصارف العالم، ومن الضروري جدا ان تعود هذه المصارف الى "فاسدي الفساد" الذين افرغوا الدولة، وهي التي يُفترض فيها ان تجد الحل.
والمطلوب من الحكومة ان تتشدد مع الناس الذين يملأون الشوارع، وكان شيئًا لم يكن، وكأن الدنيا بألف خير.
***
في المقابل، الجميع يعلم ضعف إمكانات الدولة في مواجهة كورونا، وكان الامر ليبدو مختلفاً، لو لم يكن الشعب ضحية "فاسدي فساد" السلطة على مدى سنين عديدة، ولو لم يجرِ تفريغ خزينة الدولة مما كان يعوّل عليه من اموال لتوفير الإمكانات المطلوبة، بدل ان تصبح الدولة تتسوّل المساعدات على اعتاب دول العالم.
الشعب اللبناني جبَّار، ولو لم يكن هكذا لَما استطاع ان يصمد لغاية اليوم فقراً وبطالةً واقفال كل القطاعات الخاصة ما عدا بعض الحيوية منها الافران والصيدليات ومحلات الخضار ، وازمة كورونا دخلت شهرها الثاني، وقبلها الشعب كان في ازمة الهدر والفساد، ويتصدى لها في ثورة ما زالت في اوجها قبل ان يدهمنا فيروس كورونا.
الف تحية إلى هذا الشعب الجبار الذي يقاتل باللحم الحي ،
ولكن يبقى السؤال :
متى محاسبة سلطة الفاسدين التي تسببت بافقاره مسبقا، وقبل فيروس كورونا الذي سيفقر العالم بأسره؟